منتديات فلسطين في قلوبنا الملتقى الفتحاوي

هلا وسهلا ومرحبتين ياريت تشرفونا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات فلسطين في قلوبنا الملتقى الفتحاوي

هلا وسهلا ومرحبتين ياريت تشرفونا

منتديات فلسطين في قلوبنا الملتقى الفتحاوي

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات فلسطين في قلوبنا الملتقى الفتحاوي

ملتقي الشهيد الخالد ياسر عرفات

أهلاً وسهلاً بكـ زائرنا الكريم إدا كانت هذه زيارتك الاولى لمنتدانا فعليك التسجيل وإدا أنت مسجل فعليك الدخول (الادارة)

2 مشترك

    ( المبادرة الكبرى ) الهجوم الفلسطيني المضاد

    ابن فلسطين
    ابن فلسطين
    مجلس الادارة
    مجلس الادارة


    الاوسمة : المراقب العام

    ذكر الميزان الماعز
    عدد المساهمات : 236
    تاريخ الميلاد : 15/10/1991
    تاريخ التسجيل : 13/09/2011
    العمر : 32
    الموقع : https://pppp.alafdal.net/
    المزاج : عادي

    ( المبادرة الكبرى ) الهجوم الفلسطيني المضاد  Empty ( المبادرة الكبرى ) الهجوم الفلسطيني المضاد

    مُساهمة من طرف ابن فلسطين الإثنين نوفمبر 07, 2011 11:26 am

    1 ) :

    يترقب الجميع بتحفز واهتمام ما سمي استحقاق سبتمبر القادم وما ستسفر عنه المعركة الدبلوماسية من نتائج مباشرة وغير مباشرة في ظل استنفار واسع أعلن عنه طرفي الصراع الفلسطيني والإسرائيلي وفي خضم تحليلات متضاربة وتوقعات ٍ وتكهنات مختلفة تتفاوت بين وصف ما ستشهده الدورة القادمة للأمم المتحدة بتسونامي فلسطيني وبين اعتباره مجرد زوبعة في فنجان.
    وأغرب ما في الأمر أن ما نذهب باتجاهه اليوم ليس حدثاً جديداً تماماً وغير مسبوق بالمطلق وإن صور بهذا الشكل عمداً أو بغير قصد ، بل هو حدث يشبه كثيراً في حيثياته وظروفه ما وقع في العام 1999م إثر توقيع إتفاق واي ريفر.
    فإثر توقيع الاتفاق المذكور حاول نتنياهو التنصل منه والتلكؤ في تطبيقه وقدم أمام لجنة الخارجية والأمن في الكنيست نصاً محرفاً ومغايراً لما جرى التوقيع عليه ، إلا أن خداعه لم ينطلي على اللجنة وتفجرت فضيحة وأزمة كبيرة حشد على إثرها زعيم كتلة العمل في الكنيست حاييم رامون 61 صوتاً تكفي لحجب الثقة عن الحكومة فاضطر نتنياهو مرغماً الإعلان عن انتخابات مبكرة في 17 / 5 / 1999م.
    في ظل تلك الأجواء وكما كتب الأخ أبو مازن في كتابه سقوط نتنياهو: " نشأت فكرة إعلان الدولة الفلسطينية في ذلك التاريخ من الفراغ الذي يخلفه امتناع نتنياهو عن تطبيق الاتفاقيات وهدره الوقت ومحاولة القضاء على كل أمل في تحقيق السلام الشامل في المنطقة بخاصة وأن مدة القضايا الانتقالية والنهائية محددة بالتاريخ المتفق عليه وهو 4/ 5 / 1999م "
    يضيف أبو مازن في شرحه لتلك الخطوة ما يلي: " إن الدولة الفلسطينية قد أعلنت بشكل رسمي في 15/ 11 / 1988م واعترفت بها أكثر من مائة وثلاثين دولة وافتتحت لها سفارات في معظم هذه الدول وهي لازالت قائمة وتؤدي بشكل رسمي مهمات للسلطة الفلسطينية ولذلك فإننا نستطيع القول بأن إعادة الإعلان ماهي إلا محاولة لإفهام العالم بأن حكومة نتنياهو لا ترغب في تطبيق الاتفاقيات وأن السلطة الفلسطينية تعبر عن احتجاجها وغضبها على هذا الموقف "." لابد ونحن نستعرض هذه المرحلة من أن نعرج على مفارق ثلاثة وضعت بصماتها عليها . وهذه المفارق هي القرار الذي صدر عن المجموعة الأوروبية والذي يؤيد موقف السلطة من إعلان الدولة ولكنه يتمنى عليها أن تنتظر ريثما تنجلي الأمور على الساحة الإسرائيلية ، والمفرق الثاني هو الرسالة التاريخية الهامة التي بعث بها الرئيس كلنتون للرئيس عرفات والتي تعتبر رسالة تاريخية تعبر بصدق عن موقف أمريكي متطور نحو الدولة الفلسطينية بشكل خاص والعلاقات الأمريكية الفلسطينية بشكل عام . والمفرق الثالث هو بيان المجلس المركزي ( لمنظمة التحرير الفلسطينية / بالمناسبة : حضر اجتماعها لأول مرة الشهيد الشيخ أحمد ياسين ) الذي أخرج المؤسسة الفلسطينية من مأزقها الذي تهيأ للبعض أنها وقعت فيه فأجل مسألة الإعلان عن الدولة ولكنه في نفس الوقت علق القضية كلها إلى حين ".

    وخلال استعراضه للمزايا والفوائد المترتبة على تلك الخطوة توقف الأخ أبو مازن في تحليله عند مايلي:

    - " رفع الشعار ( إعلان الدولة ) أسهم في تحريك القضية " وجعل " كثيراً من الدول تجيز للسلطة الفلسطينية أو تعذرها إذا ما أعلنت بشكل أحادي عن إقامة الدولة ما دامت إسرائيل تماطل في تطبيق الاتفاقيات والوصول إلى مفاوضات الحل النهائي التي ستكلل حسب القناعات الدولية بإعلان الدولة المستقلة وبالاتفاق الثنائي وبمباركة دولية ".
    - " كانت مسألة إعلان الدولة إذا ما وضعت في الإطار حركة ذكية مارسها أبو عمار ، وإن لم يفصح للزملاء عن نواياه فظنوه سائراً حتى النهاية ، ولكنه كان يمسك بالمقود ، ويعرف متى يستخدم المكابح ومتى يطلقها "

    ولكن رغم كل ما صحب تلك الحركة من إيجابيات وما جنته من مكاسب وفوائد وما اكتنفها من ظروف سياسية مناسبة تمثلت في انقضاء المدة المقررة للمفاوضات الانتقالية والنهائية وضعف وتهاوي حكومة نتنياهو وافتضاحها محلياً ودولياً وإتساع مدى التأييد والتعاطف مع الموقف الفلسطيني واستقوائه بقرار أوروبي مؤيد ورسالة أمريكية تاريخية من الرئيس كلنتون ، إلى جانب التئام جلسة المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية بحضور أغلب فصائلها و الشيخ أحمد ياسين شخصياً وتحقق وحدة فلسطينية فريدة و متماسكة ، وعدم ذهاب الموقف الفلسطيني بعيدا إلى حد طلب عضوية فلسطين الكاملة في الأمم المتحدة مع كل ما يعترضه من مصاعب وعقبات وتهديدات وإجراءات انتقامية .. رغم كل ذلك دوّنَ الأخ أبو مازن قناعته التالية :

    " على الرغم من إجماع الأغلبية على المطالبة بهذا الإعلان إلا أنني أراه غير عملي ، ولايمكن بأي حال من الأحوال تجسيده على أرض الواقع وذلك بسبب التمزق الجغرافي الذي تعيشه الأرض الفلسطينية وبسبب تعدد صفات هذه الأرض من ( أ ) إلى ( ب ) إلى ( ج ) إلى مواقع عسكرية وإلى مستوطنات وغيرها. وفوق كل ذلك فإن المنافذ البحرية والجوية والبرية مازالت بيد الإسرائيليين ولهم القرار الأول في السماح أو عدم السماح لأي كان بالدخول أو الخروج .. إضافة إلى أن القيادة الفلسطينية ستكون في سجن صغير لا تملك فيه حرية الحركة ولا وسائل الاتصال "

    يتبع ..

    دمتم بخير
    ابن فلسطين
    ابن فلسطين
    مجلس الادارة
    مجلس الادارة


    الاوسمة : المراقب العام

    ذكر الميزان الماعز
    عدد المساهمات : 236
    تاريخ الميلاد : 15/10/1991
    تاريخ التسجيل : 13/09/2011
    العمر : 32
    الموقع : https://pppp.alafdal.net/
    المزاج : عادي

    ( المبادرة الكبرى ) الهجوم الفلسطيني المضاد  Empty رد: ( المبادرة الكبرى ) الهجوم الفلسطيني المضاد

    مُساهمة من طرف ابن فلسطين الإثنين نوفمبر 07, 2011 11:26 am

    2 ) - :

    في الوثيقة التي أعدها الدكتور صائب عريقات بصدد ما سمي باستحقاق سبتمبر تم تحديد الخطوات والأهداف المتوخى بلوغها كما يلي:

    " بدقة، لا بد لنا ونحن نتحدث عن استحقاقات أيلول 2011، والخيارات الماثلة أمامنا، أن نُميز بين قيام دول العالم بالاعتراف بدولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. وبين قبول دولة فلسطين كعضو كامل العضوية في الأمم المتحدة.

    فالاعتراف شيء (Recognition)، وقبول العضوية (Admittance) شيء أخر. "


    ...وما تحاول أن تصل إليه الدبلوماسية الفلسطينية هو حشد الاعتراف بالدولة الفلسطينية ليصل عدد الدول الأعضاء في الأمم المتحدة المعترفة بدولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران 1967م إلى ما لا يقل عن 128 دولة أو ما يعادل ثلثي أعضاء الأمم المتحدة البالغ عددهم 192 دولة ، وهو ما يمكن وصفه بالهدف الأدنى أو الأقرب والمدخل الوحيد للعبور نحو الهدف الأعلى والأبعد المتمثل في قبول دولة فلسطين عضواً كامل العضوية في الأمم المتحدة .
    وفي حين يشكل الاعتراف بدولة فلسطين حقاً فرديا ً لكل دولة على حدة ، فإن لقبول العضوية شروطاً ومقدمات لايمكن تجاوزها.

    ينص ميثاق الأمم المتحدة في الفصل الثاني ( في العضوية )على ما يلي:
    المادة 3
    الأعضاء الأصليون للأمم المتحدة هـم الدول التي اشتركت في مؤتمر الأمم المتحدة لوضع نظام الهيئة الدولية المنعقد في سان فرانسيسكو، والتي توقّع هذا الميثاق وتصدّق عليه طبقاً للمادة 110، وكذلك الدول التي وقّعت من قبل تصريح الأمم المتحدة الصادر في أول كانون الثاني/يناير سنة 1942، وتوقّع هذا الميثاق وتصدّق عليه.
    المادة 4
    3. ‏العضوية في "الأمم المتحدة" مباحة لجميع الدول الأخرى المُحبة للسلام، والتي تأخذ نفسها بالالتزامات التي يتضمنها هذا الميثاق، والتي ترى الهيئة أنها قادرة على تنفيذ هذه الالتزامات وراغبة فيه .
    4. قبول أية دولة من هذه الدول في عضوية "الأمم المتحدة" يتم بقرار من الجمعية العامة بناءً على توصية مجلس الأمن .
    المادة 5
    يجوز للجمعية العامة أن توقف أي عضو اتخذ مجلس الأمن قِبَله عملاً من أعمال المنع أو القمع، عن مباشرة حقوق العضوية ومزاياها، ويكون ذلك بناءً على توصية ‏مجلس الأمن، ولمجلس الأمن أن يرد لهذا العضو مباشرة تلك الحقوق والمزايا.
    المادة 6
    إذا أمعن عضو من أعضاء "الأمم المتحدة" في انتهاك مبادئ الميثاق جاز للجمعية العامة أن تفصله من الهيئة بناءً على توصية مجلس الأمن.

    ... أي أن الجمعية العامة للأمم المتحدة مخولة بالنظر في قبول أو نزع عضوية أية دولة بناء ً على توصية من مجلس الأمن ، يشترط أن تحظى بموافقة تسعة أعضاء دون أن تواجه بحق النقض الفيتو من أحد.

    أما في النظام الداخلي للجمعية االعامة للأمم المتحدة فقد ورد ما يلي:
    رابع عشر - قبول أعضاء جُدد في الأمم المتحدة
    طلبات العضوية
    المادة 134

    تُقدم كل دولة ترغب في عضوية الأمم المتحدة إلى الأمين العام طلبا يتضمن تصريحا مثبتا في وثيقة رسمية يُفيد أن الدولة المعنية تقبل بالالتزامات الواردة في الميثاق.
    الإشعار بورود طلبات العضوية
    المادة 135
    يُرسل الأمين العام، للعلم، نسخة من الطلب إلى الجمعية العامة، أو إلى أعضاء الأمم المتحدة إذا لم تكن الجمعية منعقدة.
    النظر في طلبات العضوية والبت فيها
    المادة 136
    إذا أوصى مجلس الأمن بقبول الدولة صاحبة الطلب في العضوية، تنظر الجمعية العامة في مسألة ما إذا كانت صحابة الطلب دولة محبة للسلم، قادرة على الوفاء بالالتزامات المنصوص عليها في الميثاق وراغبة فيه، ثم تبت بأغلبية ثلثي الأعضاء الحاضرين المصوّتين في طلب العضوية الذي قدمته.
    المادة 137

    إذا لم يوصِ مجلس الأمن بقبول الدولة صاحبة الطلب في العضوية أو أجل النظر في طلبها، فللجمعية العامة، بعد أن تدرس التقرير الخاص لمجلس الأمن دراسة وافية، أن تُعيد الطلب إلى المجلس ومعه محضر كامل لمناقشته في الجمعية، وذلك للنظر فيه من جديد وتقديم توصية أو تقرير بشأنه.
    الإشعار بالقرار وتاريخ نفاذ العضوية
    المادة 138

    يُعلم الأمين العام الدولة صاحبة الطلب بقرار الجمعية العامة. وإذا قُبل الطلب، يبدأ نفاذ العضوية من التاريخ الذي تتّخٍذ فيه الجمعية العامة قرارها في الطلب.


    .... إذاً فقبول العضوية في الأمم المتحدة (Admittance) مسألة غير ممكنة بأي حال من الأحوال في ظل الفيتو الأمريكي ( وربما أيضاً موافقة أقل من تسعة أعضاء في مجلس الأمن ) حتى لو توفر لنا من الدعم والتأييد ما يتجاوز أصوات 128 دولة .
    تبقى هناك نقطة جرى التطرق إليها في عدة مناسبات وعول عليها كمخرج أو طريق التفافي يتجاوز الفيتو الأمريكي ، يمر عبر ما ورد ضمن وظائف وسلطات الجمعية العامة في النص التالي:
    "يجوز للجمعية العامة أيضا، عملا بقرارها المعنون “الاتحاد من أجل السلام” المتخذ في 3 تشرين الثاني/نوفمبر 1950 (القرار 377 (د - 5))، أن تتخذ إجراءات، إذا لم يتمكن مجلس الأمن من التصرف بسبب تصويت سلبي من جانب عضو دائم، متى بدا أن هناك تهديدا للسلام أو خرقا للسلام أو أن هناك عملا من أعمال العدوان. وعندئذٍ، يمكن للجمعية أن تنظر في المسألة على الفور من أجل إصدار توصيات إلى الأعضاء باتخاذ تدابير جماعية لصون السلام والأمن الدوليين أو إعادتهما لنصابهما "

    إلا أن إقناع المجتمع الدولي بوجود خطر حقيقي ومباشر وعدوان داهم يتهدد السلام ويحدث فيه خرقاً بيناً يتطلب التدخل الاستثنائي والعاجل دون تأخر أو إبطاء في ظل استتباب الهدوء وتوقف الأعمال القتالية ووقف إطلاق النار وعدم إندلاع انتفاضة أو ثورة شعبية عارمة ، واستمرار الحديث عن خيار وحيد هو المفاوضات والتعاطي الإيجابي مع المبادرات السلمية وانتظار عروض جديدة يجعل اللجوء الغير عادي والنادر لـ " الإتحاد من أجل السلام " مسألة عسيرة وبعيدة المنال.

    بالمحصلة فإن الحملة الفلسطينية لن تسفر عن قبول عضوية دولة فلسطين الكاملة في الأمم المتحدة ولن تتجاوز تكرار التأييد والإعتراف من الدول التي اعترفت بفلسطين أصلاً عقب إعلان الاستقلال في 15/ 11/ 1988م وكررت اعترافها مع ارتفاع مد الحملة الدبلوماسية الفلسطينية لإعلان الدولة التي شملت أكثر من 60 دولة في العام 1999م إلا بعدد محدود من الدول الكبيرة والمهمة ، وربما بقرار جديد للجمعية العامة يعلن أن من حق الشعب الفلسطيني الحصول على دولته المستقلة وتقرير مصيره أسوة بباقي الأمم والشعوب.

    يتبع ..

    دمتم بخير
    ابن فلسطين
    ابن فلسطين
    مجلس الادارة
    مجلس الادارة


    الاوسمة : المراقب العام

    ذكر الميزان الماعز
    عدد المساهمات : 236
    تاريخ الميلاد : 15/10/1991
    تاريخ التسجيل : 13/09/2011
    العمر : 32
    الموقع : https://pppp.alafdal.net/
    المزاج : عادي

    ( المبادرة الكبرى ) الهجوم الفلسطيني المضاد  Empty رد: ( المبادرة الكبرى ) الهجوم الفلسطيني المضاد

    مُساهمة من طرف ابن فلسطين الإثنين نوفمبر 07, 2011 11:26 am

    3 ) :

    نجحت منظمة التحرير الفلسطينية بفضل المسيرة الكفاحية الطويلة التي خاضتها الثورة الفلسطينية المسلحة والتضحيات الجسيمة للشعب الفلسطيني في الحصول على مقعد عضو مراقب في الأمم المتحدة في العام 1974م ، وأذيع في 15/ 11 / 1988م بيان الاستقلال متلاحماً مع هدير الانتفاضة الفلسطينية الأولى الباسلة ومدوياً على وقعها ، وأعلن عن قيام دولة فلسطين التي حظيت باعتراف أكثر من 130 دولة وافتتحت لها سفارات وممثليات في شتى أقطار المعمورة ، ثم تكلل النضال على الأرض بحضور مؤتمر مدريد ، وفيما بعد توقيع اتفاق أوسلو الذي ورد في نصه أن الهدف منه تطبيق القرارين 242 و 338 وأرسيت على أساسه لأول مرة السلطة الوطنية الفلسطينية في الأراضي المحتلة منذ العام 1967م كخطوة مؤقتة وضمن تسوية حددت موعد اختتام مرحلتها النهائية بحلول 4/ 5 / 1999م.
    ورغم حدوث انقلاب أطاح بتيار أوسلو في ( إسرائيل ) وأودى بحياة رئيس الوزراء إسحاق رابين ، توالت بعده خطوات الارتداد عن الاتفاق وتمزيق صفحاته ، فإن القيادة الفلسطينية بقيت متشبثة بالحقوق الوطنية وخاضت هبة النفق ثم انتفاضة الأقصى و ووقفت على خطوط الرابع من حزيران 1967م وأسوار القدس وقضية اللاجئين بصمود منقطع النظير فلم تتراجع في مفاوضات كامب ديفيد قيد أنملة ولم تحني الهامة لا في المقاطعة ولا في مخيم جنين.
    وفي حين تخوض منظمة التحرير الفلسطينية اليوم موقعة جديدة تسير فيها على خطا الشهيد أبو عمار وتأهبه في العام 1999م لإعلان الدولة المستقلة ،مستقطبة ً دول العالم لتأييد الموقف الفلسطيني في سبتمبر القادم سعياً للاعتراف بدولة فلسطين كعضو كامل العضوية أو للإعتراف بها كدولة على حدود الرابع من حزيران ، فإن ما خاضته بالمقابل حركة حماس والفصائل المتحالفة معها طوال عقود طويلة لم يكن ليعطي فلسطين في أحسن الأحوال أكثر من عضوية كاملة أو منقوصة في " منظمة الأمم والشعوب غير الممثلة " – مقرها لاهاي / هولندا – التي تأسست عام 1991م وضمت في عضويتها أكثر من 69 عضواً من الشعوب والأقليات العرقية والأقاليم المحتلة أو المستقلة المغبونة و غير المعترف بها رسمياً والتي يقدر عددها بأكثر من 200 مليون نسمة.

    كثيرا ما يتعرض إتفاق أوسلو لهجوم ضار ٍ من لا عنيه ومعارضيه رغم أنهم في الحقيقة أكثر من استفاد من معارضته كمادة دعائية وتعبوية ، وانتفع منه كمكاسب ومزايا و مكتسبات تجسدت في الواقع وعلى الأرض.
    ومن يكتفي فقط بكيل الإتهامات تجاه من وقعوا أوسلو وأرسوا ما أعقبه من قواعد و بنى ومنجزات عليه أن يجيب أولاً على سؤال: أين كان سيقف المفاوض الفلسطيني اليوم لو لم يبرم أوسلو وأين كان سيرتسم خط المفاوضات ؟ وهل تقدم هذا الخط إلى الأمام باتجاه تحقيق أمال الشعب الفلسطيني والاقتراب من حقوقه أم تراجع إلى الخلف ؟

    نحن اليوم نفاوض ( إسرائيل ) والرباعية ( الولايات المتحدة وروسيا وأوروبا والأمم المتحدة ) كطرف رسمي شرعي يمثل الشعب الفلسطيني ويطالب بحقوقه العادلة المتمثلة في انسحاب ( إسرائيل ) إلى ما خلف خط الرابع من حزيران عام 1967م بما في ذلك القدس مع الاحتفاظ بحق العودة وفقاً للقرار الدولي 194 وتجري المفاوضات في ضوء العمل على تطبيق القرارين 242 و338 وقبول مبدأ الانسحاب إلى الخط المذكور مع تبادل للأراضي بنسب محددة لازال مختلفاً على تحديد مواقعها وعلى المستوطنات وجملة من القضايا المهمة العالقة .
    الأمر مشابه عند تقدير الموقف لما يحدث عند قراءة خريطة عسكرية ومقارنة ما كان عليه خط الجبهة قبل عمل حربي وبعده. إذ يعني تقدم خط النار إلى الأمام نجاح هجوم جرى شنه ، أما التقهقر إلى الوراء فيعني أن انسحابا ً وتراجعاً قد حصل.
    قبل أوسلو كان الشعب الفلسطيني غير معترف به وبحقوقه السياسية من أعدائه ولا من الولايات المتحدة الأمريكية وكذلك منظمة التحرير الفلسطينية وحق تقرير المصير والعودة والدولة ، أما اليوم فقد تقدم خط المواجهة كثيراً إلى الأمام وبتنا نفاوض على ترسيم حدود الدولة.
    لقد تم الاعتراف بالشعب الفلسطيني وبحقه في الوجود وتقرير المصير، واعترف بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي له، واعترف بحقه في دولة مستقلة آمنة وقابلة للحياة وإن لم يتحول هذا الاعتراف بالحق حتى الآن إلى اعتراف فعلي بالدولة.
    وصار لدينا مؤسسات وأجهزة وبنية تحتية أشادت بها الأمم المتحدة والبنك الدولي وجهات ذات باع طويل واختصاص تشهد بقدرتنا على إدارة شؤوننا.
    إذا ً فقد قطعت أوسلو كاتفاق ونتائج ومنظومة سياسية مرحلة كبيرة وحاسمة وأساسية في اتجاه الحرية والاستقلال ويكفي أن نقارن أين كان يقف المفاوض الفلسطيني قبلها وأين يقف اليوم حتى نعي أهمية ما تحقق من منجزات.

    في فيتنام ورغم هزيمة الجيش الفرنسي في معركة " ديان بيان فو" الشهيرة في 7 مايو 1954م بعد خمسة وخمسين يوماً من المعارك الطاحنة واستسلام الجنرال " كريستيان دي لاكروا دي كاستري " مع 16200 من ضباطه وجنوده إلا أن المفاوضات في جنيف تواصلت واختتمت في 21 يوليو 1954م باتفاق لم تنعكس فيه بعدالة حقوق الشعب الفيتنامي السياسية ولا انتصاره العسكري الكبير على الأرض.
    وقع الاتفاق" تاكوانج بو" بالنيابة عن الجنرال" جياب "وزير دفاع فيتنام الشمالية أما فيتنام الجنوبية ولاوس وكمبوديا الملكية فوقع عنها الجنرال "هنري دلتيل" بالنيابة عن الجنرال "بول إيلي" رئيس هيئة الأركان الفرنسية.
    نص الاتفاق على وقف إطلاق النار وتحديد خط العرض 17 كفاصل مابين فيتنام الشمالية والجنوبية وخروج القوات الفرنسية من الشمال وتجميعها في هايفونج وعدم انضمام أي من الطرفين لتحالفات معادية وتنسيق الطرفين لتفادي حدوث أي خرق لوقف إطلاق النار والتحضير لانتخابات عامة في 20 يوليو 1956م لتوحيد الشطرين شرط حدوث تشاور ومباحثات مسبقة تبدأ في 20 يوليو 1955م.
    لم يلقى الإتفاق المذكور قبول الشعب الفيتنامي وتأييده وأصاب أوساطه بعد انتصار " ديان بان فو " الباهر بخيبة أمل جارفة وشعور عميق بأن قيادة الشعب الفيتنامي قد خدعته وخذلته وتنازلت عن حقوقه وشعاراته وتلاعبت بمصيره ومستقبل أجياله وتراجعت عن هدفها في تحرير كامل الأراضي الفيتنامية وقيام فيتنام واحدة.
    في 2/ 11 / 1956م اندلعت انتفاضة عارمة في الأرياف قمعت من قوات " الفيت كونج " بشدة ولقي أكثر من تسعة ألاف شخص مصرعهم ، ثم جرت محاولة انقلاب عسكري فاشلة في شهر أبريل عام 1960م وتعرض هوشي منه لهجوم لاذع من خصومه السياسيين والمعارضة التي تحالفت أحزابها تحت مسميات شتى واتهمته بالخيانة والارتداد عن الثورة لاستبداله شعار ( المقاومة حتى النهاية أو حتى النصر بشعار ( النضال من أجل السلام والوحدة والاستقلال والديمقراطية ) ورد هوشي منه بوصف من يدعون لمواصلة القتال دون توقف وبأي شكل وبأي ثمن انحرافا يسارياً متطرفاً عن خطة الثورة وأكد دون هوادة أن ( العمل الدبلوماسي ساحة نضالية كما هي أرض المعركة لتحقيق نفس الهدف ).

    بالطبع كان إتفاق جنيف استثماراً لإنتصار معركة " ديان بيان فو " كما كان إتفاق أوسلو تتويجاً للإنتفاضة الفلسطينية ومسيرة الكفاح المسلح وإنعكست في كل منهما موازين القوى وملامح الظروف الإقليمية والدولية لكن النضال لم يقف عند تلك اللحظة وتواصل هناك في فيتنام حتى قلب هانوي كما سيتواصل هنا في فلسطين حتى يبلغ القدس.

    يتبع ..

    دمتم بخير
    ابن فلسطين
    ابن فلسطين
    مجلس الادارة
    مجلس الادارة


    الاوسمة : المراقب العام

    ذكر الميزان الماعز
    عدد المساهمات : 236
    تاريخ الميلاد : 15/10/1991
    تاريخ التسجيل : 13/09/2011
    العمر : 32
    الموقع : https://pppp.alafdal.net/
    المزاج : عادي

    ( المبادرة الكبرى ) الهجوم الفلسطيني المضاد  Empty رد: ( المبادرة الكبرى ) الهجوم الفلسطيني المضاد

    مُساهمة من طرف ابن فلسطين الإثنين نوفمبر 07, 2011 11:27 am

    ( 4 ) - :

    تعلم القيادة الفلسطينية جيداً أن استحقاق سبتمبر بشكله المعلن عنه والمتمثل بقبول انضمام فلسطين كدولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة أمر متعذر في مواجهة فيتو أمريكي محتم ، كما أن توظيف " الإتحاد من أجل السلام " في الجمعية العامة كحل بديل غاية لا يمكن إدراكها في ظل حالة اللاسلم واللاحرب القائمة ، لكنها تواصل الحملة الواسعة والمكثفة لكسب تأييد دول العالم وبلدانه والتحضير للمواجهة القادمة.
    فما الذي يدفعها لذلك ؟
    عندما أشهرت الولايات المتحدة الفيتو الأخير لإسقاط قرار يدين الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة أعلن الأخ أبو مازن أن فلسطين انتصرت بحصولها على تأييد 14 دولة عضو في مجلس الأمن ومعارضة المندوب الأمريكي منفرداً . وتكرار حالة مماثلة في مجلس الأمن يعقبها مساندة ثلثي أعضاء الجمعية العامة لحق الفلسطينيين في دولة مستقلة معترف بها على حدود الرابع من حزيران عام 1967م سيعطي القيادة الفلسطينية مرة أخرى في سبتمبر ما يعزز قناعتها بأن فلسطين انتصرت.
    هل هذا كل شي ؟ قطعاً لا . فالقيادة الفلسطينية تتجه فعلاً وبعمل جاد ومتتابع نحو تقديم المطالب الفلسطينية أمام الدورة السنوية الآتية للأمم المتحدة كرد على تعطيل المفاوضات والتلاعب المتعمد بأوراقها ، لكن القيادة الفلسطينية في الوقت نفسه تضغط بمشروعها هذا بكل ما أوتيت من قوة لانتزاع تنازل إسرائيلي وعرض أمريكي يعيد المفاوضات إلى سكتها ويضع تفاصيل ما وقع من اتفاقات في نصابها.
    الوقت يمضي وحرب الأعصاب تستعر وكل طرف يغالي ويبالغ ويضخم في حجم توقعاته وتصريحاته ولم يـُقدم حتى الآن سوى اقتراحات ومبادرات ناقصة أو غير مقبولة من كافة الأطراف ، وقد يحين موعد انعقاد الدورة المعتادة دون أن يطرأ تغير أو يُعثر على حل مرض ٍ ومناسب للجميع ، فهل ستدق ساعة الصفر و تنفذ القيادة الفلسطينية قرارها؟
    لا . ليس تماماً .. وأكرر ليس تماما ًلأن القيادة الفلسطينية ستنتظر خطاب رئيس الولايات المتحدة باراك أوباما أمام الدورة السنوية للأمم المتحدة وتتوقع أن تجد فيه ما ينزع فتيل اللغم ويمنع انفجاره في أخر لحظة.
    لا شك أن الولايات المتحدة تحاول الآن مباشرة أو عبر أطراف دولية أخرى إغواء القيادة الفلسطينية بالتريث والتمهل والبحث عن حلول مشتركة لحل الأزمة التي أوقفت سير العملية السلمية وأغلقت مسارها ، ولا ريب أنها ستواصل العمل من خلال تغيير فريقها للشرق الأوسط وبما تملكه من وسائل التهديد والترغيب أن تدرك مرادها ، لكنها في النهاية تواجه طرفاً مجرباً لن يهدر فرصة سبتمبر المترقبة دون مقابل مناسب ومضمون لا يقل قيمة عما يمكنه تحقيقه عبر المنظمة الأممية سياسيا ً وقانونياً.
    أما ما سيحمله خطاب السيد أوباما ،فلن يخرج عن تأكيد نية الولايات المتحدة إيلاء قضية الشرق الأوسط الأولوية والاهتمام وتشكيل لجان مختصة لتدارس المسائل العالقة ووضع جدول زمني جديد للوصول إلى حل نهائي ، وربما أيضاً التهيئة والتحضير لقمة حاسمة مشابهة لما حدث في كامب ديفيد ، مع بث الأمل من جديد في أن تشهد الدورة القادمة ( سبتمبر 2012م )وصول طرفي الصرع إلى اتفاق ثنائي يتيح لفلسطين الحصول على عضوية الأمم المتحدة الكاملة كدولة.
    بقي أن نشير هنا إلى مسألة مهمة . يعتقد البعض أن الولايات المتحدة و( إسرائيل ) تحاولان من خلال المفاوضات استنفاد كل الفرص للوصول إلى حل تفاوضي للقضية الفلسطينية حتى إذا ما استهلكت كل الوسائل والمحاولات دون أية نتيجة نفذت ( إسرائيل ) حلها الأحادي الجانب وأعادت تموضع قواتها وانتشارها وحددت هي من طرف واحد خط حدود الدولة الفلسطينية المترقبة ومساحتها مدعومة بموقف أمريكي مساند يترجم رسالة التطمينات التي بعثها جورج دبليو بوش لشارون و التعهدات التي قطعها لأولمرت إذا ما اضطر لتنفيذ خطة التجمع أو الانطواء.
    أو بكلام أخر يعتقد البعض أن أمام الفلسطينيين واحداً من طريقين : إما الوصول إلى حل وسط متفق عليه مع ( إسرائيل ) عبر المفاوضات وإلا فالطريق الأخر أن تقوم ( إسرائيل ) بتنفيذ حل أحادي من جانب واحد .

    والحقيقة أن المسألة في الواقع مجرد تضليل وخداع ،لأن الحل الأحادي الذي يتوقع حدوثه في المستقبل إن فشلت المفاوضات وتهدد به ( إسرائيل ) ليل نهار قد حدث أصلاً بالفعل منذ وقت طويل وانتهى.
    لقد وسعت ( إسرائيل ) المستوطنات و بنت الجدار العازل ليس فقط لمجرد صد الهجمات الفدائية كما جرى تسويقه بل ليكون أحد أركان خطتها أحادية الجانب لتعيين حدود الدولة الفلسطينية التي رسمت بالاتفاق مع الولايات المتحدة ومن طرف واحد.
    أما المفاوضات فليست أكثر من محاولة قبض الثمن السياسي من منظمة التحرير الفلسطينية لهذا الحل الأحادي الذي نفذه شارون في غزة والضفة معا في الوقت نفسه وأوهمنا بأنه كان مجرد انسحاب أحادي من غزة .
    لذا فإن المفاوضات التي لا يرى السيد الرئيس بديلاً عنها لن تفضي إلى شيء مختلف أبداً عن قبول الحل الأحادي الجانب والتفسير الأحادي الجانب لمعنى " تطبيق القرارين 242 و338 " كما فهمته وأرادت أن تفهمه ( إسرائيل ) وحليفها الإستراتيجي الولايات المتحدة ، وهما يواصلان التفاوض فقط لإضاعة الوقت وإنهاكنا والحصول على مصادقة قانونية منا على ما سنعتقده بعد لأي وعناء اتفاقا مشترك .
    في النهاية بقي أن نشير إلى أن اللجوء إلى ضع فلسطين تحت الوصاية أو حل السلطة غير ممكن بالظروف والأحوال والعواقب القائمة وليس إلا إطلاق بالونات تضليل وعملية خلط للأوراق ووسيلة ضغط سياسي ونفسي ليس أكثر.

    يتبع ..

    دمتم بخير
    ابن فلسطين
    ابن فلسطين
    مجلس الادارة
    مجلس الادارة


    الاوسمة : المراقب العام

    ذكر الميزان الماعز
    عدد المساهمات : 236
    تاريخ الميلاد : 15/10/1991
    تاريخ التسجيل : 13/09/2011
    العمر : 32
    الموقع : https://pppp.alafdal.net/
    المزاج : عادي

    ( المبادرة الكبرى ) الهجوم الفلسطيني المضاد  Empty رد: ( المبادرة الكبرى ) الهجوم الفلسطيني المضاد

    مُساهمة من طرف ابن فلسطين الإثنين نوفمبر 07, 2011 11:27 am




    ( 5 ) - : أبو مازن في مواجهة أبو مازن ( صراع الأفكار وتشابك الخيارات ) :

    رغم الهامش المحدود للمناورة والحيلة السياسية داخل أروقة الأمم المتحدة فلا يزال بمقدور منظمة التحرير الفلسطينية أن تحاول الالتفاف على الفيتو الأمريكي المرجح إشهاره أمام أية توصية من مجلس الأمن بقبول عضوية فلسطين الكاملة من خلال تفادي التوجه لمجلس الأمن لطلب توصية جديدة والاستناد إضافة ً إلى القرار 181 إلى التوصية التي صدرت عن مجلس الأمن بأغلبية 14 صوتاً وامتناع الولايات المتحدة عن التصويت في شهر آذار / مارس 2002م بموجب القرار 1397 الذي" يؤكد رؤية متمثلة في وجود منطقة بها دولتان هما إسرائيل وفلسطين تعيشان جنباً إلى جنب داخل حدود آمنة ومعترف بها " وإلى البيان الرئاسي الصادر في نيسان / أبريل من نفس العام الذي أعرب فيه المجلس عن تأييده لنفس الرؤيا الواردة في البيان المشترك الصادر عن اللجنة الرباعية ( الإتحاد الأوروبي والإتحاد الروسي والولايات المتحدة الأمريكية والأمم المتحدة).
    وبغض النظر عن أن الحظوظ الواقعية ربما لاتكون كبيرة فإن المحاولة بحد ذاتها تستحق أن يوظف لها كل الجهد والإمكانات لإحراز أكبر قدر من المكاسب السياسية والقانونية.
    وبعيداً عن ضوضاء وجلبة المعركة الدبلوماسية الدائرة التي يضخمها كل طرف لتبرير قرارات وإجراءات سار بها أو ينوي اتخاذها من جانبه ، فإن الهجوم الفلسطيني لتجسيد استحقاق سبتمبر قد لا يحقق أكثر من اختراق سياسي محدود في العمق ومكاسب في أرجاء العالم وأطرافه دون أن يتغير شيء فعلي على الأرض في فلسطين بما يحقق الاستقلال و يكنس الاحتلال ويمحي آثاره.
    وعاجلاً أم آجلاً ومهما كانت النتيجة في سبتمبر سنقف عند سؤال: ماذا بعد سبتمبر ؟ وسنكتشف أن الهجوم بفيلق العمل الدبلوماسي لايكفي ، كما أن كفاح نواب الشعب وممثليه لا يغني عن كفاح الشعب نفسه.
    لطالما ردد الأخ الرئيس أبو مازن أن خياره هو " المفاوضات ثم المفاوضات ثم المفاوضات " وأنه مادام على كرسي الرئاسة لن يسمح باندلاع انتفاضة ثالثة " .
    أما الكفاح المسلح فقد " خرب بيتنا " .
    ولن نسأله عن الثورة ، كي لا نسمع ما نكره ، لكننا ونحن نلامس وصول القيادة الفلسطينية في عملية السلام أخر الطريق الموصد ، ونستشرف أن خطوتها في سبتمبر خطوة مهمة إلى الأمام لكنها بكل تأكيد ليست قفزة طويلة نحو الحرية والتحرير ، نحاول أن نضع القيادة أمام نفسها لتراجع التجربة بكل ما حفلت ، ولتستنبط الحلول مما صاغت من أفكار واجترحت ، لعلها تعيد تقليب الأمور ، و تستعيد من الذاكرة والوعي ما ينفع في صياغة برامجها و يعين في تثبيت منطلقاتها ،والخروج من وهم الدائرة المغلقة التي يخيل للبعض أن تيار الخلاص لا يسير إلا بانغلاقها.
    ولكل هذا فإننا نضع الأخ الرئيس أبو مازن أمام نفسه - قال تعالى " وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ " الذاريات :21 ..

    كتب الأخ أبو مازن في أحد مؤلفاته ما يلي:

    - " شكل هذان الجسمان تكاملاً للعملية النضالية الفلسطينية ، ففي الوقت الذي تقوم فيه منظمة التحرير الفلسطينية بدور رسمي علني في محاولة لتثبيت الشعب الفلسطيني على الخارطة السياسية الدولية ، تقوم حركة فتح بالتعبير الشعبي عن رغبات هذا الشعب في تحرير الوطن والعودة إليه ، بنفس الأسلوب الذي احتل فيه الوطن وغادره أبنائه "

    " ثبت أن الثورة أقدر على التعبير عن رغبات الشعب والتحدث باسمه لأن المنظمة بقيت أسيرة مواقف الأنظمة ، محكومة بسقف لا تملك تجاوزه أما الثورة فقد خاضت أشكالاً مختلفة من النضال العسكري وغير العسكري لقدرتها على الانفلات من عقال رسميات الأنظمة والتزاماتها ، وإذا كانت الثورة تتمتع بقدر من الحرية في العمل العسكري فهي قادرة أيضاً على إطلاق المبادرات السياسية التي تراها ضرورية لاستمرار نضالها ،أو تجدها مفيدة لمتابعة نشاطها مستخلصة تلك المبادرات من تجاربها ومن الواقع الذي لامسته وعانته .
    وهذا كان يدعونا بين الفترة والأخرى إلى وقفة تقييم لما مضى واستنتاج لما سيأتي، لأن مثل هذه الوقفة تعطي للنضال مضموناً حيوياً بجعله قابلاً للاستمرار . وهي مسألة ضرورية حتى يحصن المناضل من حين إلى أخر بنفحة أمل تجعله قادراً على العمل مادام يشعر أن الهدف بات قريباً . بخاصة وأن المسألة الفلسطينية معقدة إلى درجة تجعل تحقيق الأمل النهائي الذي قامت الثورة والمنظمة من أجله يكاد يكون بعيداً . بل بعيداً جداً "


    - " الرد الحاسم والصحيح يبدأ أولاً وقبل كل شيء بالاستفادة الكاملة من طاقاتنا البشرية، ومن عمق وطننا الإستراتيجي "
    " إذا سلح الإنسان بالسلاح الفردي البسيط الذي أصبح متوفراً في كل مكان بالإضافة إلى إمكانية إنتاجه محلياً فإن الإنسان قادر على مجابهة العدو المزود بكل أنواع التقنية العالمية القادمة من أمريكا أو المنتجة محلياً .
    ولا ننسى في هذا المجال الشحنات المعنوية العالية التي يتمتع بها الإنسان العربي.. إن معاني الشهادة والاستشهاد والحديث دائماً عن إحدى الحسنيين أو كليهما يجعل الإنسان العربي في حالة من السمو الأخلاقي والنفسي إلى درجة تقوده نحو التضحية بمنتهى الاعتزاز والشعور بالسعادة ".
    ... تبحث الشعوب بإستمرار عندما تحارب عدواً متفوقاً عليها عن نقاط ضعفه ونقاط قوته لتستغل الأولى وتستفيد من الثانية ولا تنتظر حتى تصل إلى مستواه العلمي والتقني والفني .
    .. إن توفر هذه المعاني والمشاعر لدى هذا الإنسان وتنميتها باستمرار وتغذيتها كل لحظة يجعل فعاليته في مواجهة إمكانات عدده الهائل في أعلى مراتبها . ويجعل نتائج أعماله رائعة جداً بحيث يكون نصيب إسهامها في حسم المعركة كبيراً . لذلك فإن الاعتماد على الإنسان في هذه الظروف والشروط هي على رأس أولويات نقاط القوة التي تتمتع بها الأمة العربية والتي ليست بحاجة إلى استيرادها من الخارج . "
    " لقد قرأنا كثيرا ً عن حروب الأنصار والميليشيات وحروب الشعب والثورات الشعبية .. وعرفنا دور الإنسان فيها . مجرد الإنسان وكيف استطاع أن يلقي الرعب في جحافل الجيوش الجرارة ، لهذا كله فإننا نعتقد أن الدخول في حرب مع إسرائيل على هذا النمط أمر لم يعد مستحيلاً . بل إنه ممكن في أي وقت وأي مكان .
    على الرغم من أن الزمن يلعب دوراً هاماً في التعجيل بالنصر أو تأجيله أو إلغائه . على أن يعطى الإنسان االعربي حقه من التقدير والإحترام ليلعب دوره كاملاً .
    لايزال الإنسان لدينا أغلى ثروة وأعظم نقاط قوتنا فهل نحافظ على ثروتنا ؟ "
    " إن عدم توفر التكافؤ العسكري والتوازن الإستراتيجي يجعلنا نتطلع إلى ما نملك من ميزات لا يتمتع بها عدونا وهذه قاعدة لم يستعملها الإنسان منذ أقدم العصور فحسب بل يستعملها الحيوان أيضاً في الدفاع عن نفسه مستفيداً من كل الميزات التي وهبها الله له . "
    " وهكذا فإن القوة المطلقة غير موجودة في العالم ولا تتوفر لأي مخلوق أو لأية دولة مهما بلغت قوتها وجبروتها ومهما اختزنت من الأسلحة الفتاكة والمدمرة . إذ لابد أن تكون لها نقاط ضعف و" كعب أخيل " وكذلك فإن الشعوب مهما بلغت من التخلف والتأخر ستجد إن بحثت في ذاتها نقاط قوة تستطيع بواسطتها مجابهة أعتى القوى وأشرسها . "
    " إن تحقيق أي نصر جزئي لا يتبع بنصر أخر أو يدعم ويثبت من أجل الانطلاق إلى نصر أخر هو في النتيجة مضيعة للوقت ، وهذا يطلق عليه العسكريون اسم استثمار الفوز واستغلال المكاسب "
    " كعب أخيل ، ماهي نقطة الضعف أو كعب أخيل ؟ .. الإنسان في المجتمع الصهيوني هو أثمن ما فيه . لذلك فإن كل إنسان يغادر الأرض .. لايعوض .. كل إنسان يقتل في الأرض لايعوض .. لا بل إن المغادر والمقتول يزعزعان إيمان العشرات بل المئات مما يهيئهم للمغادرة والرحيل "
    " كيف يمكن استثمار هذه النقاط ، كيف يمكن استثمار هذا الفوز ؟
    أ‌- يجب أن تستهدف جميع العمليات العسكرية التجمعات البشرية لإيقاع أكبر عدد من الخسائر وتصيبه في أثمن مالديه.
    ب‌- كذلك فإن التخطيط للعمليات الفدائية التي تتم داخل الأرض المحتلة يجب ألا تستهدف المنشآت والمعامل والمصانع والمعدات لأن كعب أخيل لا تتجسد فيها ولا يمكن إن فقدت أو دمرت أن تؤثر من قريب أو بعيد على مجرى الحياة ، بالإضافة إلى سهولة توافر تعويضها كماً ونوعاً وزمناً .
    جـ - اعتبار أية عملية تستهدف اليهود خارج الوطن المحتل خدمة كبيرة
    تقدم للحركة الصهيونية . "


    .. نكتفي بهذا القدر ولا نبتغي من العودة إليه التسبب بإحراج لأحد بقدر ما نستهدف إحياء الذاكرة والأفكار والعبر التي لن نستطيع بدونها أن نتخلص من عقدة المفاوضات وآفة التوحد التي لم تدع لنا خياراً أخر إلا وثلمت قناته ، فضاقت علينا الأرض بما رحبت وأعيانا البحث عن سبيل ، فيما نختزن من التجارب و الدراية ما ينفع وما يفتح أمامنا الأفاق لنسلك درب السلم إن صدقوا ودرب الحرب إن شاءت الأقدار.
    ولا نغفل ونحن نقرأ ما مر من كلمات تغير الأحوال والأزمان ، ولا تبدل الأوضاع والقدرات بل نستنبط من كل فكرة ما فيها من مكنون و علامات ، ونطوعها بما يتلائم و يتوافق مع ما نريد من غايات ، ونقبس من وحيها أخرى تماثلها بجوهرها ومقصدها .
    علينا أن نعيد قراءة كل شيء بتمعن وتفكر وتدبر لنحدث انقلابا في الصراع وثورة في طريقة إدارته ليس باستنساخ التجارب ذاتها بل باستخلاص فحواها وتطويرها وتوظيفها كما نشاء بمواصلة كفاحنا والتقدم به نحو الأمام سلماً أو حرباً .
    لقد أن الأوان لإعادة أوراق الصراع إلى أصحابه الحقيقيين وإعادتهم إلى واجهة الأحداث وصدارة المشهد لأن الشعب وحده يصنع التاريخ.


    يتبع ..

    دمتم بخير



    ابن فلسطين
    ابن فلسطين
    مجلس الادارة
    مجلس الادارة


    الاوسمة : المراقب العام

    ذكر الميزان الماعز
    عدد المساهمات : 236
    تاريخ الميلاد : 15/10/1991
    تاريخ التسجيل : 13/09/2011
    العمر : 32
    الموقع : https://pppp.alafdal.net/
    المزاج : عادي

    ( المبادرة الكبرى ) الهجوم الفلسطيني المضاد  Empty رد: ( المبادرة الكبرى ) الهجوم الفلسطيني المضاد

    مُساهمة من طرف ابن فلسطين الإثنين نوفمبر 07, 2011 11:28 am

    ( 6 ) – المكتوب ظاهر من عنوانه ( دينيس روس وديفيد هيل / القسيس والحفار ) :

    الأخ أبو مازن خياره الوحيد هو المفاوضات ولا ندري لأجل ماذا سيفاوض إذا كان الحل الإسرائيلي الأحادي قد طبقه شارون في غزة والضفة معا وفي ذات المدة الزمنية لتشكل الأراضي التي شملها الاتفاق الانتقالي في أوسلو أو ما تبقى منها المساحة المقررة للدولة الفلسطينية ناقصة الاستقلال والسيادة.
    أما أمريكا و( إسرائيل ) فعندهما ما تفاوضان من أجله وفق رؤيا واحدة ومشتركة لدولتين تتعايشان بسلام إحداهما ( إسرائيل ) ضمت إلى الأراضي المحتلة عام 1948م الكتل الاستيطانية الكبرى وأهم أحياء وضواحي القدس وشريطاً في الأغوار ونقاطاً ومواقع حيوية وإستراتيجية ،والأخرى ( فلسطين ) منزوعة السلاح مبعثرة الأطراف تخترقها الطرق الالتفافية وجدار الفصل العنصري وتكتظ فيها أعداد السكان العرب الملفوظين خارج أسوار الدولة اليهودية حفاظاً على غلبة الشعب المختار الأثينية وحقه الأسمى في التطور والتنعم والغلبة والحياة.
    لقد بلغت المفاوضات منتهاها وتعدته وواكبها التطبيق الواقعي الصهيوني الأمريكي من طرف واحد للقرارين 242 و338 ووفق تفاهمات وإستراتيجية واحدة لن تعطي الشعب الفلسطيني من الأرض والحقوق أكثر مما أخذ في أوسلو إلا قليلا مقابل توقيع قيادته الشرعية على حل نهائي بهذه الصيغة ينبغي لها أن تؤمن وتقنع بعد كد ولأي أنه ما تفتق عنه التفاوض وحنكة المفاوض كحل ثنائي وختامي.

    والآن وبعد أن أزيح ميتشل الذي نجح في ايرلندا وفشل في فلسطين لأن أمريكا أرادت له أن ينجح هناك ويفشل هنا خرج من خلف الستار الطاقم الحقيقي الذي أشرف على لعبة الجولات المكوكية والوساطات في الشرق الأوسط .
    أخيراً ظهر القس أو بالأصح الحاخام دنيس روس والحفار ديفيد هيل للوقوف على الحقوق الفلسطينية وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة قبل أن يهال عليها التراب.

    ولكي تنكشف اللعبة على نحو أوضح و نقرأ طالع المستقبل التفاوضي وخطوطه وعلاماته سنترك دنيس روس يكشف السياسة الأمريكية ويفضح أهدافه وما يمثل بنفسه.
    على غرار الكتاب الشهير " فن الحرب " الذي وضعه العسكري الصيني العبقري " سن تزو " قبل أكثر من آلفي سنة ، وضع دنيس روس كتابه " فن الحكم " مستلهماً الفكرة وفي ظنه أن يحفظ كتابه لقرون عديدة كمرجع ٍ في الدهاء السياسي والدبلوماسية البارعة ، فخدم الأول موطنه والبشرية بعلمه وموهبته بوضع قواعد تصلح للعسكرية والسياسة والإدارة الناجحة على امتداد العصور والأزمان ، وخدم الثاني البشرية من حيث لا يدري بفضح أطماع بلاده وخبائث أهدافها الجائرة وأساليبها الفاسدة.

    وسنرى فيما يلي ما يتربص بقضيتنا من مكائد وأخطار:

    لنطلع أولاً على القواعد الإحدى عشرة التي وضعها دنيس روس للوساطات ولعمله كوسيط في الشرق الأوسط ، لعلها تمنحنا مزيداً من الحذر و القدرة على امتصاص أساليبه واحتوائها . ولندقق ملياً في الأمثلة التي يسوقها لأنها تكشف الوجهة التي يقصدها دوره كوسيط وتمتحن فعلياً نزاهته وغاياته الحقيقية :

    1- حدد الأهداف المشتركة: " من أولى مهمات الوسيط استطلاع الأهداف المشتركة وتوسيع مداها إذا أمكنه ذلك. فالإحساس بوجود أرضية مشتركة يمكن أن يعزز الآمال بوجود مصالح متشابهة لدى الطرفين بإيجاد حل. ... لذلك يجب أن يبتدئ الوسيط عمله بالبحث مع طرفي النزاع عن الأهداف المشتركة المحتملة وتحديدها.
    2- حدد ما يمكن التفاوض عليه وضع إطاراً للمفاوضات: " تقدير المواضيع القابلة للتقارب في الخلافات بين الطرفين. وإذا لمسنا أن لدى الطرفين نقاطاً مشتركة أكثر مما يظنان فيسهل علينا البحث عن سبل لردم هوة الخلافات وتحديد إطار للمباحثات حول تلك الخلافات لمعرفة أيها أقرب للتسوية.
    وإذا جمع الوسيط بين القاعدتين الأولى والثانية فإنه يستطيع أن يقرر مواضيع البحث الأولي بين الطرفين.
    ويجب ألا يسارع الوسيط إلى جمع الطرفين قبل أن يحدد موضوع البحث الأولي. وأفضل طريقة للتوصل إلى ذلك تكون بعقد لقاءات منفصلة مع كل من الطرفين للتوصل إلى جدول لأعمال الاجتماع الثلاثي الأول الذي يضم الطرفين والوسيط . وليس الهدف التوصل إلى اتفاقات بسرعة – وهذا ، على كل حال ، لايفيد – إنما الهدف وضع إطار للحوار يجده الطرفان مفيداً.
    3- اجعل كل طرفاً متفهماً لمخاوف الطرف الأخر وهواجسه : " هذه القاعدة تدخل في جوهر عمل الوساطة .... كل طرف في النزاع يتمنى أن يرى الوسيط متفهماً لحاجاته هو ، ولايسر عندما يواجهه وسيط يصرف الوقت في شرح مشاكل الطرف الأخر وآرائه ... أولاً بين مدى فهمك لشكاوى الطرف الذي تتحادث معه وهمومه واحتياجاته. اذكر همومه أولاً دائماً وحدد مضمون تلك الهموم مظهراً مدى تعلقها بهموم الطرف الأخر. .. فمثلاً كنت في محادثاتي مع السوريين أعالج كل الأسباب التي تجعل الأرض ( مرتفعات الجولان ) مهمة بالنسبة إليهم ثم أبحث الهواجس الإسرائيلية التي تتوجب معالجتها كي يتسنى لسوريا أن تستعيد أرضها.

    سنقف قليلاً عند النقاط الثلاث المشار إليها أعلاه بشيء من التحليل والتأمل ونسجل الملاحظات التالية :

    - يجب أن نعلم أولاً ونكون على قناعة تامة بأن دور الوسيط الأمريكي في أي محادثات متبادلة حول القضية الفلسطينية هو من حيث الشكل " التوسط " بين طرفي النزاع ، لكنه من حيث الجوهر و الأهداف تسويق المواقف الإسرائيلية والبحث عن منافذ وذرائع ومسالك تهيئ لتثبيتها وقبولها.

    - لا توجد مفاوضات حقيقية ما بين الوسيط الأمريكي والطرف الإسرائيلي تتطرق إلى القضايا والمسائل الأساسية للنزاع ، وإنما بحث وتخطيط مشترك لدراسة الطرف المقابل وجذبه أو دفعه للاقتراب من المصالح الإسرائيلية أو التماثل معها من خلال صنع العقد التفاوضية ، ثم وضع مخارج لانفراجها بما يبدو ظاهرياً تسويات وحلولا ً وسط.

    - " استطلاع الأهداف المشتركة وتوسيع مداها " و " تقدير المواضيع القابلة للتقارب في الخلافات بين الطرفين " و "تحديد إطار للمباحثات حول الخلافات لمعرفة أيها أقرب للتسوية " مهمات استكشاف وجس نبض وفحص لمواقف الطرف المقابل السياسية يؤديها الوسيط الأمريكي خدمة لمصالح ( إسرائيل ) ولتعيين نقاط الضعف والخلل و مواطن الهشاشة والترقق للتوغل عبرها واختراقها.

    - القاعدة الجوهرية التي تدخل في عمل الوساطة " أولاً بين مدى فهمك لشكاوى الطرف الذي تتحادث معه وهمومه واحتياجاته. اذكر همومه أولاً دائماً وحدد مضمون تلك الهموم مظهراً مدى تعلقها بهموم الطرف الأخر " هو المدخل الذي ينفذ منه الوسيط الأمريكي إلى عقل المفاوض العربي مظهراً الاقتراب من موقفه والأخذ بوجهة نظره وقناعاته ومبرراته لقلب الأمور رأساً على عقب و تسويغ المطالب الإسرائيلية ووضعها محل قبول أو أخذها بالحسبان .. والمثال فيما يتعلق بمرتفعات الجولان ظاهر وبين.


    يتبع ..

    دمتم بخير
    ابن غزة
    ابن غزة
    مراقب ومشرف الملتقى السياسي
    مراقب ومشرف الملتقى السياسي


    ذكر الميزان الفأر
    عدد المساهمات : 70
    تاريخ الميلاد : 15/10/1996
    تاريخ التسجيل : 16/09/2011
    العمر : 27

    ( المبادرة الكبرى ) الهجوم الفلسطيني المضاد  Empty رد: ( المبادرة الكبرى ) الهجوم الفلسطيني المضاد

    مُساهمة من طرف ابن غزة الخميس نوفمبر 10, 2011 1:24 pm

    تتمة ...

    ( يرجى قراءة ما يلي بتمعن وتركيز وخاصة الأمثلة والشواهد لأن ما سيأتي مشحون بكم هائل من العنصرية المقيتة والخيلاء والغطرسة الفاضحة المستخفة بالعقول ، و ستكتشف عزيزي القاريء خبائث السياسة الأمريكية والكثير من النقاط البالغة الأهمية والخطورة)
    .......

    4- كن مبتكراً عندما تصوغ التسويات الهامة : من الأسباب التي تدعو الوسيط للإصغاء جيداً وتفهم ما يعلق عليه كل طرف أهمية وأسباب أهميته ، هو أن يتمكن من توليد أفكار لتسيير الأمور عند الوقوع في مأزق ، والمآزق لابد أن تبرز في المفاوضات .
    ... لقد شرحت هذا المفهوم لأريل شارون في عام 1998م عندما كان وزيراً للخارجية في إسرائيل.
    كنت حينها أجري معه دردشات خاصة حول كيفية تناول مفاوضات الوضع الدائم . كان راغباً في الوصول إلى المفاوضات مع شكه في إمكانية تحقيق أي نتيجة لأنه كما قال: " لا يمكننا أن ننفذ ما يطلبون ولا هم يستطيعون أن يفعلوا ما نريده ".واقترحت في جوابي أن نغير نمط المفاوضات ونقر بعجزنا عن إيجاد حل وسط بين مواقف الطرفين من قضايا الحدود أو غيرها من المواضيع. وأن نكون، بدلاً من ذلك، منفتحين على طرق تفكير أخرى في أسباب خلافات الطرفين. وأعطيت مثلاً على ذلك قائلاً: " ماذا يحدث إن غطينا مسألة الحدود بخلق مناطق صناعية أو مناطق اقتصادية مخصصة في المناطق الحدودية، مما سيوجد عملياً مشاريع اقتصادية إسرائيلية وفلسطينية على جانبي ما سيصبح الحدود ؟ وماذا يحدث إذا قلنا ، في الوقت نفسه أن الأمن في هذه المناطق سيكون من مسؤولية الإسرائيليين ؟ إذا فعلنا ذلك سيتغير مفهوم الحدود بحد ذاته ".وأوضحت له أني لم أقصد أن ذلك بالضبط هو الطريقة الوحيدة لحل مسألة الحدود، لكنه مثل على التفكير غير التقليدي وإمكانية إتيان بحلول جديدة مبتكرة تخرج عن نمط تفكير الطرفين في مسائل الوضع الدائم.
    ... وهكذا نرى أن التفكير الخلاق المبدع يظل دائماً ضرورياً لهندسة التسويات التي تستجيب للمطالب الخاصة لكل طرف من طرفي النزاع.وللتوصل إلى ذلك ، يجب على الوسيط التفكير في الخروج على الأنماط والمعايير المعهودة وذلك بعرضه مفاهيم وأفكاراً جديدة بكل معنى الكلمة.

    5- تأكد من أن الطرفين يبديان جدية: كلما ازدادت حاجة الطرفين للوسيط سهل عليه استخدام التهديد بالانسحاب إذا لم تكن درجة الجدية كافية، وذلك لأن قوة ضغط الوسيط تنمو مع استمرار عملية التوسط.
    ..... وليس من السهل أن ينسحب الوسيط من عملية استثمر فيها الكثير من الوقت والجهد.في المفاوضات الإسرائيلية – الفلسطينية و الإسرائيلية – السورية كنت أكثر ميلاً من الرئيس كلينتون للتهديد بالانسحاب أو تجميد كل شيء.
    ومع تطور عملية التفاوض والاقتراب من معالجة نقاط الخلاف الأساسية، فإن كل طرف يرغب أن يعتبره الوسيط جاداً. فإذا ما دنت العملية من ذروتها يصبح من مصلحة كل طرف أن يثبت للوسيط أنه يقوم بكل ما في وسعه للوصول إلى اتفاق.
    ... نظراً لمعرفتي بأن كل طرف أرادني أن أقتنع بجديته وبأنه لايهتم فقط بحاجاته الخاصة ، ونظراً لمعرفتي أيضاً بعدم رغبة كل طرف في الكشف عن الحدود الممكنة لتنازلاتهم ، نظراً لكل ذلك طلبت من كبير المفاوضين في كل جانب أن يطلعني على ما يتوقع أن يفعله الطرف الأخر بالنسبة للمسائل الأساسية ( القدس واللاجئين والحدود ) .
    ... ونتيجة لذلك زودني كل طرف بوصف مفيد لما يظن أن الطرف الأخر سيقبل به في النهاية.
    ولم يكن ذلك نابعاً من فقط من رغبة الطرفين في أن يثبتا لي جديتهما في العمل – مع أن ذلك كان دافعاً هاماً. لقد كان أيضاً بسبب إدراكهما أن تلك طريقة أخرى لإظهار معلومات بالغة الحساسية عما يمكن أن يوافقوا عليه من دون أن يضطروا للكلام عن ذلك مباشرة ً. فمثلاً لو أن المفاوضين الفلسطينيين أجابوا، كما فعلوا في الواقع ، حول موضوع القدس بأن إسرائيل يمكن أن تقبل بتقسيم القدس الشرقية بشرط أن يستطيعوا المحافظة على الأحياء اليهودية الثمانية هناك ، فإنهم يكونون بذلك قد كشفوا شيئاً هاماً . فإذا كان هدفهم الاتفاق في نهاية الأمر وقالوا أن الإسرائيليين لا يمكن أن يقبلوا بأقل من ذلك ، فإن إقرارهم بحاجة إسرائيل إلى الأحياء اليهودية الثمانية يشير أيضاً إلى ما يمكن أن يوافق عليه الفلسطينيون في النهاية – ومع ذلك لايمكن اتهامهم بأنهم قدموا تنازلاً جديداً. ولا يمكن المسارعة قبل الأوان إلى استخدام هذا الأسلوب بسؤال كل طرف أن يعطي تصوره لما سيقبل به الطرف الآخر. فلابد أن تكون المفاوضات قد تجاوزت مرحلة تليين مواقف الطرفين وتكييف مطالبهما. "

    6- ادفع كل طرف للتأقلم مع الواقع: من مهمات الوسيط الأساسية جعل كل طرف يعترف بحاجات الطرف الأخر ( أو الأطراف الأخرى ) وكذلك فإن عليه دفع كل طرف للتأقلم مع الواقع بشكل عام.
    ... ونقطة الانطلاق هي بالتأكيد الإقرار بما يجب أن يناله الطرف الأخر ليتمكن من الموافقة . لكن نقطة النهاية ، أي النقطة التي تصبح فيها الاتفاقات ممكنة ، هي عندما يدرك كل طرف أن بعض ما سعى إليه أو طلبه غير قابل للتحقيق إذا أراد التوصل إلى اتفاق.
    إن دفع الطرفين إلى تعديل توقعاتهما هو جزء لا يتجزأ من عمل الوسيط ، مع أنه ليس أمراً سهلاً . لكنه أسهل من جعلهما يتخليان عن معتقداتهما السائدة. ففي الصراعات الوجودية ، مثل الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين ، قد يكون محو المعتقدات الموروثة ضرورياً لتسوية النزاع تسوية نهائية... وفي مرحلة تسوية النزاع يتوجب على الوسيط مواجهة المعتقدات الشائعة التي أصبحت ، كما ذكرنا آنفاً جزءاً من حقيقة كل طرف وتراثه الذي ربي عليه.
    وعلى الوسيط، من أجل إنهاء النزاع وصنع السلام فعلاً، دفع كل طرف ليحمل نفسه على القبول بالواقع. علماً بأن تعديل المعتقدات أمر مستحيل، في حين أن التحدي يكمن في التخلي عنها. وأفضل طريقة لتحديد ذلك هي مواصلة تكييف كل طرف مع ما يقتضيه الاتفاق وتذكيره – وتذكير رأيه العام– باستمرار بأن بعض النتائج المتوقعة هي غير واردة بتاتاً . كانت رسالة الرئيس بوش إلى أرييل شارون في شهر نيسان / أبريل 2004م مفيدة لفتح أعين الجميع على الواقع وهو أن المراكز السكانية الإسرائيلية الهامة في الضفة الغربية ( أي التجمعات الاستيطانية ) يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار في أي اتفاقية حول الوضع الدائم ، وأنه يجب حل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين وذلك بإنشاء دولة فلسطينية على أن يعود إليها اللاجئون الفلسطينيون وليس إلى إسرائيل.
    واعترض الفلسطينيون بشدة على هذه الأفكار كلها . لكن ما كان سبب ذعرهم ؟ بكل بساطة ، رأوا أنهم أقصوا عن القرارات التي تؤثر في مستقبلهم . ومرة ثانية بدا أن القضايا التي تصل إلى عمق كيانهم وإرادتهم كشعب تقرر من دونهم. وهكذا اعترضوا لأسباب إجرائية. فلو أنه حدثت معهم مباحثات متوازية ، ولو أن تلك المباحثات عالجت المعتقدات والأوهام في الجانب الإسرائيلي – مثل بقاء كامل القدس الشرقية ، بما فيها كل سكانها العرب البالغين 225,000 نسمة ، جزءاً من إسرائيل – لكان رد الفعل الفلسطيني مختلفاً.
    ... لا يمكن التوصل إلى اتفاق إذا لم يكن الإسرائيليون مستعدين للاقتناع بأنه من الوهم التشبث بفكرة عدم إمكانية تقسيم القدس وخصوصاً القدس الشرقية. أما الفلسطينيون فعليهم أن يدركوا أن الواقع يفرض عليهم التسليم بأن اللاجئين الفلسطينيين لن يعطوا حق العودة. "


    يتبع.. ( في الجزء القادم سنقف عند تحليل النقاط السابقة لما تتضمنه من جوانب غاية في الخطورة )

    دمتم بكل خير
    ابن غزة
    ابن غزة
    مراقب ومشرف الملتقى السياسي
    مراقب ومشرف الملتقى السياسي


    ذكر الميزان الفأر
    عدد المساهمات : 70
    تاريخ الميلاد : 15/10/1996
    تاريخ التسجيل : 16/09/2011
    العمر : 27

    ( المبادرة الكبرى ) الهجوم الفلسطيني المضاد  Empty رد: ( المبادرة الكبرى ) الهجوم الفلسطيني المضاد

    مُساهمة من طرف ابن غزة الخميس نوفمبر 10, 2011 1:25 pm

    تتمة ...

    بمراجعة النقاط الثلاث السابقة نلحظ ما يلي:

    - لاينطلق الوسيط الأمريكي في أداء دوره من مرجعيات قانونية وسياسية محددة ، يفترض أن تحدد نطاق عمله وسياقه ، ولا من القواعد الأساسية التي اعتمدت عليها عملية السلام والمتمثلة في تطبيق القرارين 242 و338 ، وإنما من قواعد بديلة للتفاوض تجعل الحقوق الفلسطينية المشروعة محل تسوية لقضايا متنازع عليها بما يتم صياغته ووضعه من حلول وسط أو حلول لا تتوفر فيها حتى الوسطية تنتقص من تلك الحقوق مقابل تقليص رقعة الاحتلال عوض إزالته وإزالة آثاره بالكامل.
    - لا يشكل القانون الدولي و تنفيذ القرارات الدولية الهدف الأخير للعملية السلمية ، بل تكييف طرفي النزاع مع الواقع بكل تفاصيله وتبعاته وبما يجعل فرض الوقائع على الأرض القانون الأساسي والحقيقي الذي تقوم عليه المفاوضات.
    - الابتكار عند صياغة التسويات النهائية يعني عدم التطابق ولا التماثل مع القانون الدولي والقرارات الدولية ، وإنما مخالفتها على نحو مقبول من الطرفين.
    - فنتأمل هذا المثال الذي قدمه دنيس روس لشارون سنة 1998م:

    " اقترحت في جوابي أن نغير نمط المفاوضات ونقر بعجزنا عن إيجاد حل وسط بين مواقف الطرفين من قضايا الحدود أو غيرها من المواضيع. وأن نكون، بدلاً من ذلك، منفتحين على طرق تفكير أخرى في أسباب خلافات الطرفين. وأعطيت مثلاً على ذلك قائلاً: " ماذا يحدث إن غطينا مسألة الحدود بخلق مناطق صناعية أو مناطق اقتصادية مخصصة في المناطق الحدودية، مما سيوجد عملياً مشاريع اقتصادية إسرائيلية وفلسطينية على جانبي ما سيصبح الحدود ؟ وماذا يحدث إذا قلنا ، في الوقت نفسه أن الأمن في هذه المناطق سيكون من مسؤولية الإسرائيليين ؟ إذا فعلنا ذلك سيتغير مفهوم الحدود بحد ذاته ".

    .. دنيس روس هنا يقر ليس فقط بالعجز عن تطبيق القانون الدولي والقرارات الدولية ، بل حتى بإمكانية الوصول إلى حلول وسط متفق عليها ، ويقترح نتيجة ً لاستحالة كلا الأمرين : تطبيق القانون الدولي ، و الوصول لحلول وسط ، أن يتغير نمط المفاوضات و ينظر لها بطرق تفكير جديدة لا تعالج أسباب الخلاف الحقيقية بل تغطيها مثلما تغطى في مثاله هنا مسألة الحدود بخلق مناطق صناعية على جانبي ما وصفه بأنه سيصبح الحدود ، أي أن الحدود ستتغير تبعاً لما هو مكرس فعلاً على الأرض ، مع فارق أن وجود الجيش الإسرائيلي سيتحول من صفة الاحتلال المرفوض والمخالف للقوانين الدولية إلى صفة حرس الحدود المفوض بالصلاحيات والمسؤوليات الأمنية ، بما يغير جذرياً خط الحدود ومفهوم الحدود نفسه.
    ولا شك أن هذه الطريقة في التفكير التي لاقت استحساناً من شارون عندما كان وزيراً للخارجية ، ساهمت بشكل ما في تغطية مسألة الحدود بجدار الفصل العنصري عندما تقلد بعد سنوات من هذه الدردشات منصب رئيس الوزراء.

    - كتب دنيس روس : " كلما ازدادت حاجة الطرفين للوسيط سهل عليه استخدام التهديد بالانسحاب إذا لم تكن درجة الجدية كافية، وذلك لأن قوة ضغط الوسيط تنمو مع استمرار عملية التوسط.
    ..... وليس من السهل أن ينسحب الوسيط من عملية استثمر فيها الكثير من الوقت والجهد.
    في المفاوضات الإسرائيلية – الفلسطينية و الإسرائيلية – السورية كنت أكثر ميلاً من الرئيس كلينتون للتهديد بالانسحاب أو تجميد كل شيء. "
    ... يمكننا أن نفهم الأن بشكل أوضح كيف سحب السيد ميتشل من المفاوضات عندما لامست القضايا النهائية ونما دور الوسيط مع استمرار عملية التوسط ، كما يمكننا أن نفهم كيف تدرج موقف الرئيس أوباما من الحماس الشديد لحل مشكلة الشرق الأوسط وتمني قبول انضمام فلسطين كدولة إلى الأمم المتحدة خلال مدة لا تتجاوز سنة من خطابه أمام المنظمة الدولية في سبتمبر 2010م ، إلى حالة الجمود والركود والتوقف القسري التي شملت عملية السلام وعطلتها بالكامل.

    - أقر دنيس روس بأنه وبعد " أن تكون المفاوضات قد تجاوزت مرحلة تليين مواقف الطرفين وتكييف مطالبهما. " يلجأ إلى الطلب من كبير المفاوضين في كل جانب تزويده بتصور مكتوب فيما يخص " ما يتوقع أن يفعله الطرف الأخر بالنسبة للمسائل الأساسية ( القدس واللاجئين والحدود ) ". كما فعل بالضبط فيما يتعلق بموضوع القدس معتبراً "أن تلك طريقة أخرى لإظهار معلومات بالغة الحساسية عما يمكن أن يوافقوا عليه من دون أن يضطروا للكلام عن ذلك مباشرة ً. فمثلاً لو أن المفاوضين الفلسطينيين أجابوا، كما فعلوا في الواقع ، حول موضوع القدس بأن إسرائيل يمكن أن تقبل بتقسيم القدس الشرقية بشرط أن يستطيعوا المحافظة على الأحياء اليهودية الثمانية هناك ، فإنهم يكونون بذلك قد كشفوا شيئاً هاماً . فإذا كان هدفهم الاتفاق في نهاية الأمر وقالوا أن الإسرائيليين لا يمكن أن يقبلوا بأقل من ذلك ، فإن إقرارهم بحاجة إسرائيل إلى الأحياء اليهودية الثمانية يشير أيضاً إلى ما يمكن أن يوافق عليه الفلسطينيون في النهاية – ومع ذلك لايمكن اتهامهم بأنهم قدموا تنازلاً جديداً. "
    ... فدنيس روس هنا لا يعمل على تقسيم القدس إلى قدس شرقية وأخرى غربية أو بقائها موحدة عاصمة لدولتين ، بل يسعى لتقسيم القدس الشرقية ذاتها متنكراً للقوانين الدولية التي تعتبر ضم القدس الشرقية لدولة ( إسرائيل ) باطلاً ، ويحاول من خلال الحصول على تصور خطي من كبير المفاوضين الفلسطينيين لما يتوقع أن تطالب به ( إسرائيل ) في القدس الشرقية ، استغلال ما يفترض أنه تصور إسرائيلي لعرضه وتقديمه كتنازل فلسطيني تحقق في المفاوضات.
    هنا نستطيع أن نفهم كيف تعمل الدبلوماسية الأمريكية بمكر ودهاء في خدمة الأهداف الصهيونية ، كما تتضح لنا على نحو أكبر مهزلة حملة الجزيرة المسماة كشف المستور وأهدافها الحقيقية ، وسر توقيتها وما حفلت به من تحريف و تضليل.


    - " ادفع كل طرف للتأقلم مع الواقع " القصد منه أن يفرض الطرف الإسرائيلي الواقع ليتأقلم معه فيما بعد الطرف الفلسطيني . أما القول بأن" نقطة الانطلاق هي بالتأكيد الإقرار بما يجب أن يناله الطرف الأخر ليتمكن من الموافقة " . فمعناها أن تنطلق المفاوضات دائماً بتنازل فلسطيني عن جزء ٍ من حقوق ٍ ينتزعها الطرف الأخر مقابل موافقته على صيغة ما. كما أن " نقطة النهاية ، أي النقطة التي تصبح فيها الاتفاقات ممكنة ، هي عندما يدرك كل طرف أن بعض ما سعى إليه أو طلبه غير قابل للتحقيق إذا أراد التوصل إلى اتفاق " معني بها الطرف الفلسطيني وحده الذي ينبغي له أن يدرك أن حصوله على جزء من حقوقه غير ممكن بغير تنازله عن جزء أخر منها وأن أي اتفاق لن يبرم أبداً مالم يتحقق هذا الشرط.
    وأخيراً فالزعم بأنه " في الصراعات الوجودية ، مثل الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين ، قد يكون محو المعتقدات الموروثة ضرورياً لتسوية النزاع تسوية نهائية." لا يمس أبداً الخرافات اليهودية ولا المعتقدات الصهيونية المعصومة من التبديل أو التعديل أو الطمس بل يقتصر على حق الفلسطينيين في فلسطين التاريخية أو حتى على الأقل ما بقي منها في حدود القانون الدولي.

    - أتحفنا دنيس روس بما يلي :

    " ان تعديل المعتقدات أمر مستحيل، في حين أن التحدي يكمن في التخلي عنها. وأفضل طريقة لتحديد ذلك هي مواصلة تكييف كل طرف مع ما يقتضيه الاتفاق وتذكيره – وتذكير رأيه العام – باستمرار بأن بعض النتائج المتوقعة هي غير واردة بتاتاً . كانت رسالة الرئيس بوش إلى أرييل شارون في شهر نيسان / أبريل 2004م مفيدة لفتح أعين الجميع على الواقع وهو أن المراكز السكانية الإسرائيلية الهامة في الضفة الغربية ( أي التجمعات الاستيطانية ) يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار في أي اتفاقية حول الوضع الدائم ، وأنه يجب حل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين وذلك بإنشاء دولة فلسطينية على أن يعود إليها اللاجئون الفلسطينيون وليس إلى إسرائيل.
    واعترض الفلسطينيون بشدة على هذه الأفكار كلها . لكن ما كان سبب ذعرهم ؟ بكل بساطة ، رأوا أنهم أقصوا عن القرارات التي تؤثر في مستقبلهم . ومرة ثانية بدا أن القضايا التي تصل إلى عمق كيانهم وإرادتهم كشعب تقرر من دونهم. وهكذا اعترضوا لأسباب إجرائية. "

    في هذا المقطع أمور جوهرية مثل:

    • على الشعب الفلسطيني وقيادته السياسية أن تتخلى عن معتقداتها وتواصل تكيفها مع الواقع القائم وما يفرزه من اتفاقات منسجمة معه ، دون أن تسعى إلى تحقيق تطلعاتها تماماً كما تتصورها لأنها غير واردة بتاتاً. وهذا ما يجب ألا تنساه القيادة السياسية للشعب الفلسطيني ، وما ينبغي أن يذكر به الرأي العام الفلسطيني دوماً وباستمرار . ( تماماً كما فعلت الجزيرة في حملة كشف المستور ).
    • كمثال هام وحيوي وعملي على ذلك فتحت رسالة بوش لأريل شارون في شهر نيسان / أبريل 2004م العيون ( عيون العالم )على حقيقة مؤداها :
    "أن المراكز السكانية الإسرائيلية الهامة في الضفة الغربية ( أي التجمعات الاستيطانية ) يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار في أي اتفاقية حول الوضع الدائم ، وأنه يجب حل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين وذلك بإنشاء دولة فلسطينية على أن يعود إليها اللاجئون الفلسطينيون وليس إلى إسرائيل. " بما يعني ضم المستوطنات إلى دولة ( إسرائيل ) وحرمان الفلسطينيين من حق العودة.

    • بقدر هائل من التلفيق والتحايل يصور رفض القيادة الفلسطينية لـ " إعادة ترسيم الحدود خلافاً لخط الرابع من حزيران 1967م ، وضم المستوطنات إلى ( إسرائيل ) ورفض تطبيق القرار 194 وإنكار حق العودة ، وتقسيم القدس الشرقية وإنتزاع ما لايقل عن ثمانية أحياء منها ، وفرض الهيمنة العسكرية الإسرائيلية على خط الحدود أو ما ستصبح عليه الحدود " مجرد اعتراض لأسباب إجرائية ، سببه الأساس أنها قضايا وضعت حلولها دون علمهم وفي غيابهم.

    .. الشيء الحقيقي والواقعي والصحيح في كل ماذكره الدجال دنيس روس أن البت في قضايا الوضع النهائي قد تم بالفعل في مفاوضات أمريكية إسرائيلية ثنائية أستبعد منها منذ زمن طويل الطرف الفلسطيني تماماً.


    يتبع ...

    دمتم بخير
    ابن غزة
    ابن غزة
    مراقب ومشرف الملتقى السياسي
    مراقب ومشرف الملتقى السياسي


    ذكر الميزان الفأر
    عدد المساهمات : 70
    تاريخ الميلاد : 15/10/1996
    تاريخ التسجيل : 16/09/2011
    العمر : 27

    ( المبادرة الكبرى ) الهجوم الفلسطيني المضاد  Empty رد: ( المبادرة الكبرى ) الهجوم الفلسطيني المضاد

    مُساهمة من طرف ابن غزة الخميس نوفمبر 10, 2011 1:26 pm

    ملاحظة بسيطة: نـُقل عن السيد الرئيس أبو مازن في الأيام الأخيرة قوله أن عدد الدول المؤيدة للطلب الفلسطيني عند النظر فيه في سبتمبر القادم قد يصل إلى 126 أو 127 دولة ، وهذا يعادل لو صح ما يقل عن أصوات ثلثي أعضاء الجمعية العامة المقدر بـ ( 128 ) بصوت أو صوتين .

    فما الذي تضمره حقاً سيادة الرئيس ؟ !!
    ابن غزة
    ابن غزة
    مراقب ومشرف الملتقى السياسي
    مراقب ومشرف الملتقى السياسي


    ذكر الميزان الفأر
    عدد المساهمات : 70
    تاريخ الميلاد : 15/10/1996
    تاريخ التسجيل : 16/09/2011
    العمر : 27

    ( المبادرة الكبرى ) الهجوم الفلسطيني المضاد  Empty رد: ( المبادرة الكبرى ) الهجوم الفلسطيني المضاد

    مُساهمة من طرف ابن غزة الخميس نوفمبر 10, 2011 1:26 pm

    محطة توقف .

    نتوقف هنا قليلاً لنطل على المشهد الهزلي في الساحة الدولية .

    ( إسرائيل ) ساكنة مؤدبة يأكل القطيط عشائها ولا تموء أو تزأر ، فهي أودع من الحمل النائم لم تفقع مرارت أخوات مرمرة ، ولم تتصدى لحملة سبتبمر لا بسب ولا بمر ،فيما خفر السواحل اليوناني ( وشعب اليونان بالفطرة مساند لفلسطين ) مشغول بحجز سفن الحرية ولجم قلوعها وكفها عن شواطيء غزة ، وبوليس سكوتلاند يارد وشقائق الثعبان كفيل بحبس الشيخ رائد صلاح وتقييد حريته ، وشرطة دول الإتحاد الأوروبي إتحدت مع إبليس ضد شعوبها فداست حقوق الإنسان ومزقت الرسوم المسيئة لإسرائيل ( رغم إجازة الرسوم المسيئة للرسول ( ص ) ) ومنعت المئات من مواطنيها من السفر ، رغم سماحها بتجمع وتظاهر الألوف كل عام لمناوئة الإجتماع الدوري لزعماء الدول الصناعية الكبرى.
    أما تقرير الأمم المتحدة عن الهجوم على السفينة مرمرة وقتل وجرح العشرات من ركابها ، واختطاف المئات والتنكيل بهم وترويعهم فوجد أن الهجوم الإجرامي منسجم مع القانون الدولي ولا يترتب عليه أكثر من شعور بالأسى على ما جرى وتأنيب رقيق للقوة المفرطة.

    كل هذا وبانكي مون لا يختلف كثيراً عن الدمية بوكيمون من حيث أنه مجرد لعبة في يد أمريكا التي أقر كونغرسها بدوره مشروع حجب الأموال عن السلطة الفلسطينية ، عطفاً على ( إسرائيل ) تماماً كما يحنو الكنغر الكبير ويضع صغيره في جرابه.

    يحدث كل ما يحدث بخدمات مدفوعة الثمن أو مجانية تقدمها دول يفترض أنها محترمة لزمرة عصابات أشرف من فيها يقل منزلة عن موشي ديان لأنه الوحيد بين القراصنة والمجرمين الذي برز على حقيقته للعيان بقطعة الجلد على عينه في (دولة ) لا يليق بها إلا علم قراصنة.

    إذا كنا سنواجه ( إسرائيل ) في الأمم المتحدة في سبتمبر القادم فما يجري في دول العالم اليوم ينبيء بأن أمريكا وسعت دائرة المجال الحيوي لحماية الدولة اللقيطة وتقدمت به كثيرا عبر الحدود الدولية.

    وهذا يعني أن نكون أكثر جاهزية لا للفت أنظار الأعداء فحسب بل لفقء عيونهم.


    ثورة حتى النصر
    ابن غزة
    ابن غزة
    مراقب ومشرف الملتقى السياسي
    مراقب ومشرف الملتقى السياسي


    ذكر الميزان الفأر
    عدد المساهمات : 70
    تاريخ الميلاد : 15/10/1996
    تاريخ التسجيل : 16/09/2011
    العمر : 27

    ( المبادرة الكبرى ) الهجوم الفلسطيني المضاد  Empty رد: ( المبادرة الكبرى ) الهجوم الفلسطيني المضاد

    مُساهمة من طرف ابن غزة الخميس نوفمبر 10, 2011 1:27 pm

    سنرى اليوم أهي رباعية أم سداسية اللعبة السياسية للكبار ؟ والموافقة الفلسطينية بحد ذاتها على خطاب أوباما ( دولة فلسطينية ضمن أراضي 1967 وليس على حدودها ) خطوة إلى الوراء، تجعل تصريح الأخ أبو مازن
    بإحتمال تأييد 126 أو 127 دولة للتوجه الفلسطيني في سبتمبر وبما يقل بدولة أو اثنتين عن ثلثي أعضاء الأمم المتحدة أشبه ما يكون تمهيداً وتوطئة ً للإنسحاب.
    لن أجافي الحقيقة ربما إذا قلت أن قلب الرئيس الفلسطيني يزداد خفقه مع تنسم أية هبة لإستئناف المفاوضات تشوقاً و لهفة أكثر مما يزداد وجيبه مع اقتراب سبتمبر.

    غدا ً تكنس الرياح أوراق الخريف فلننتظر.

    ثورة حتى النصر
    ابن غزة
    ابن غزة
    مراقب ومشرف الملتقى السياسي
    مراقب ومشرف الملتقى السياسي


    ذكر الميزان الفأر
    عدد المساهمات : 70
    تاريخ الميلاد : 15/10/1996
    تاريخ التسجيل : 16/09/2011
    العمر : 27

    ( المبادرة الكبرى ) الهجوم الفلسطيني المضاد  Empty رد: ( المبادرة الكبرى ) الهجوم الفلسطيني المضاد

    مُساهمة من طرف ابن غزة الخميس نوفمبر 10, 2011 1:27 pm

    محطة توقف أخرى :

    الفكر الإستراتيجي و وضع خطط الهجوم والدفاع بدأ من العسكرية قبل أن تسخره السياسة لخدمة أغراضها . ولازالت أهم الخطط الإستراتيجية للدول وما يلحق بها من برامج عملياتية وتكتيكية تستند في مقوماتها وعناصرها وقوانينها الأساسية إلى الفكر العسكري.
    وهنا لا يمكن الإدعاء بأي حال من الأحوال أن طواقم المفاوضات الأمريكية والإسرائيلية ترسم خططها وتضع تصوراتها ومقترحاتها وتنبؤاتها بمعزل عن القواعد و القوانين العسكرية للحركة والثبات و للضغط و التوغل والمناورة.
    أما نحن فمشغولون حتى النخاع في مسح صبغة العسكرية عن كل لمسه أو همسه أو إشارة أو بادرة، ومعنيون بقناعة تامة وإيمان لا يتزعزع في جعل السياسة نقيضاً للعنف وبديلا ً للصراع كمن يريد أن يحول الأسد إلى قطة.
    وهنا مكمن علة قاتلة في نمط إدارة الصراع وطريقة عمل فريق السيد الرئيس وسياسته، وإغراق مثالي وخيالي في إعتناق فرضية أن السلام لا يحققه إلا أدوات ووسائل صراع سلمية للغاية.
    لماذا أقول هذا الكلام الأن ؟ هل لإحباط من استحقاق سبتمبر وما سيسفر عنه ؟ أم لإستخفاف بقيمة المبادرة الدبلوماسية الفلسطينية وما ترمي إليه أو ما ستحققه ؟
    لا هذا ولا ذاك .. بل لأن المكاسب التي سنجنيها في سبتمبر قلت أم كثرت ، فاضت عما نتوقع أم نقصت ، ستستخدم من القيادة الفلسطينية كنقاط إضافية لتعزيز موقفها في المفاوضات ليس أكثر.
    وما أن تنتهي عاصفة سبتمبر حتى نبحر من جديد في بحر البحث عن جزر المفاوضات وأرض جديدة للتفاوض ننزل عليها.
    لا يمكن أبداً التقليل من أهمية الخطوة الفلسطينية ونتائج حملة سبتمبر ، لكن استثمارها بنفس طريقة السادات في توظيف نتائج حرب أكتوبر سيكون كارثة تضيع في الصيف ما تجمع في الوعاء من لبن ، وسيفتح للولايات المتحدة باباً لإستغلال الحدث بنفس الطريقة التي استغلها كيسنجر .
    و لأن ( إسرائيل ) التي رسمت حدودها بتفاهم تام مع الولايات المتحدة ونصبت جدارها وقلاعها الإستيطانية لن تعطي في المفاوضات النهائية أكثر من تبادل محدود لأراض ٍ لا يغير من الواقع المفروض أي شيء أو يقربه مما تتصوره قيادتنا واقعا افتراضياً سيتحول بالتفاوض إلى أثرٍ بعد عين.
    يقال أن اللبيب من الإشارة يفهم والطبيعة والأرض والقدر في فلسطين أعطتنا إشارات ورسائل مهمة وجب أن نلتقطها: ( إسرائيل ) تقف على قدم وساق أمام حريق الكرمل ، وتلهث لتطفيء حرائق الجولان وأحراش حول القدس وفي مناطق عدة ، الحرائق تقترب من خزانات الوقود ومصانع حيوية وتهدد بكوارث وتجبر السكان على الهرب ، إنفجار في مخزن الغاز أسفل مبنى سكني ، مظاهرات حاشدة ضد الغلاء وإرتفاع الأسعار وغيره وغيره.
    ترى هل تفزع ( إسرائيل ) من القانون الدولي ومن حقوق الشعوب والناس أكثر من فزعها على استقرار نظامها الداخلي ؟ !!!

    يقال أن الواقعية هي الحل. والفلسطيني المعتدل تماما كالفلسطيني المتشدد واقعي بالفطرة والإكتساب لأن واقعه يقول له كل يوم وبكل الوسائل والإشارات والمفاهيم واللغات كن قويا ً.
    صحيح أن الحرب تبدأ من فلسطين والسلم يبدأ من فلسطين ونحن الرقم الصعب في معادلة الشرق الأوسط لكن علينا نحن أولا ً وعلى قيادتنا أن تؤمن بذلك وأن تعرف دائما ً كيف تجعله صعبا ً.

    للحديث بقية فالحرب لم تنتهي بأوسلو ولن تنتهي بسبتمبر وما انتهى فقط هو زمن المفاوضات وعهد التفاوض بالإعتماد فقط على الخرائط والكتب.

    يجب أن نفاوض العدو على الأرض باللغة التي يفهمها قبل أن نفاوضه في الصالات باللغة التي يفهمها العالم.
    وما لم نفعل ذلك ستدور كل دائرة نرسمها علينا نحن بدل أن تدور على أعدائنا.

    ثورة حتى النصر
    ابن غزة
    ابن غزة
    مراقب ومشرف الملتقى السياسي
    مراقب ومشرف الملتقى السياسي


    ذكر الميزان الفأر
    عدد المساهمات : 70
    تاريخ الميلاد : 15/10/1996
    تاريخ التسجيل : 16/09/2011
    العمر : 27

    ( المبادرة الكبرى ) الهجوم الفلسطيني المضاد  Empty رد: ( المبادرة الكبرى ) الهجوم الفلسطيني المضاد

    مُساهمة من طرف ابن غزة الخميس نوفمبر 10, 2011 1:28 pm

    ستسمح الولايات المتحدة بتمرير الطلب الفلسطيني عبر الجمعية العامة للأمم المتحدة وحصول فلسطين على عضوية غير كاملة بصفة مراقب وستوصد الباب أمام أية توصية من مجلس الأمن بقبول فلسطين دولة كاملة العضوية .
    لماذا ؟

    لأن الولايات المتحدة ستستخدم طريقة كيسنجر في تحويل نصر إكتوبر العسكري إلى بوابة لتسوية سياسية بتحويل النصر الفلسطيني السياسي في سبتمبر ( سيتم ربما فعليا ً في أكتوبر ) إلى مدخل لمفاوضات جديدة .

    الأخ أبو مازن يعلم ذلك ويحضر لإستئناف المفاوضات بتنسيق مع الولايات المتحدة ولن يلجأ أبداً لأي خيار أخر .

    نعيش ونشوف أطال الله أعماركم

    دمتم بخير
    ابن غزة
    ابن غزة
    مراقب ومشرف الملتقى السياسي
    مراقب ومشرف الملتقى السياسي


    ذكر الميزان الفأر
    عدد المساهمات : 70
    تاريخ الميلاد : 15/10/1996
    تاريخ التسجيل : 16/09/2011
    العمر : 27

    ( المبادرة الكبرى ) الهجوم الفلسطيني المضاد  Empty رد: ( المبادرة الكبرى ) الهجوم الفلسطيني المضاد

    مُساهمة من طرف ابن غزة الخميس نوفمبر 10, 2011 1:28 pm

    محطة جديدة:

    أثار الرأي الاستشاري المستقل للبروفيسور "جاي جودوين جيل " في دراسته القانونية " منظمة التحرير الفلسطينية ، الدولة الفلسطينية المستقبلية ، ومسألة التمثيل الشعبي " الحفائظ والهواجس وتنازعته أو اختلفت حوله أراء ومواقف شديدة التباين تراوحت بين الدعوة لوقف الحملة الفلسطينية السياسية وطي ملف سبتمبر أو الاستمرار بها دون اكتراث ٍ بالعواقب والمحاذير.
    ولم تلبث مجموعة من الشخصيات الوطنية الفلسطينية أن صاغت بياناً هاماً ومحكماً وعقلانياً توجهت به إلى قيادة منظمة التحرير الفلسطينية وقادة الفصائل الوطنية والنقابات للتأكيد على صون وحماية المركز القانوني لمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل للشعب الفلسطيني بكافة قطاعاته وأماكن تواجده داخل الوطن وفي الشتات و المحافظة على حق عودة اللاجئين دون تفريط أو انتقاص وغيره من الثوابت الأساسية.
    لاشك أن الملاحظات والنصائح والتحذيرات التي تضمنتها الدراسة المذكورة المكونة من سبع صفحات هامة للغاية وتستوجب التوقف عندها ومعاينتها بدقة واتساع من أولي الاختصاص والأهلية للخروج بنتائج وخطوات تراعي درء المفاسد قبل جلب المنافع وتقدم المصالح في الجوانب الجوهرية على المكاسب الثانوية والفرعية .
    ومن جانبي ( وهو مجرد رأي ) لا أرى ضرورة ومبرراً لما أثير حول القضية من ضجيج و حيرة و فزع في مرحلة تتطلب ضبط النفس ومواجهة أخطر الاحتمالات بروية وهدوء وكياسة والتصدي لما نتعرض له وما يحتمل أن نتعرض له من صدمات عفوية أو موجهة بثبات ورسوخ واحتواء ما قد نواجهه من خسائر وإخفاقات بجلد وتصميم وسعة حيلة ومكر.
    هناك بالتأكيد مخرج أوعدة مخارج ، أحدها مثلاً يبدأ من حقيقة أن الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثالثة والأربعين قد اعترفت بالفعل بإعلان دولة فلسطين ، الصادر عن المجلس الوطني الفلسطيني في 15 نوفمبر 1988م وقررت أن " يستعمل في منظومة الأمم المتحدة اسم فلسطين اعتباراً من 15 كانون الأول / ديسمبر 1988م بدلاً من اسم منظمة التحرير الفلسطينية دون المساس بمركز المراقب لمنظمة التحرير الفلسطينية ووظائفها في منظومة الأمم المتحدة ، وفقاً لقرارات الأمم المتحدة وممارساتها ذات الصلة ( القرار 43/ 177)."
    وبالوسع الآن أيضاً أن يصاغ نص القرار الجديد المقدم للتصويت عليه بنفس الصيغة وان يتم إنفاذه والتعاطي معه بذات الضوابط والاعتبارات دون المس بالمركز السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية ولا الحقوق الوطنية وفي عدادها حق عودة اللاجئين ، كأن ينص على :
    " يستعمل في منظومة الأمم المتحدة اسم دولة فلسطين اعتباراً من 15 / أكتوبر 2011م ( أو بالتحديد التاريخ الذي سيتم تعيينه ) بدلاً من اسم فلسطين دون المساس بمركز المراقب لمنظمة التحريرالفلسطينية ووظائفها في منظومة الأمم المتحدة ، وفقاً لقرارات الأمم المتحدة وممارساتها ذات الصلة "

    ولربما ينبغي هنا التنويه إلى أن الهدف الأعلى المرتقب تحقيقه في سبتمبر بقبول عضوية فلسطين الكاملة على أساس توصية من مجلس الأمن هدف مستحيل في ظل الفيتو الأمريكي المنتظر، أما الهدف الأدنى المتمثل في قبول دولة فلسطين كعضو مراقب في الجمعية العامة بناءً على نتائج التصويت فيها فهو ممكن ولا يتطلب سوى تأييد 51% من الدول الأعضاء دون أن يستدعي بالضرورة تأييد الثلثين أو أكثر.
    غير أن تحقيق الهدف الأدنى لن يحقق اختراقا سياسياً كبيرا ً ولن يتعدى أن يكون تكراراً لما حدث في العام 1988م وتثبيتاً أحدث وأوضح للحقوق الفلسطينية.
    في حالات كثيرة تتوقف نتائج المعارك الفاصلة لا على مايدور قبلها أو في معمعانها وما يلوح في نهايتها من نصر أو هزيمة بل على ما يعقبها ويخلفها من تداعيات موضوعية و امتدادات ذاتية يتبعها كل طرف للدفاع عن مصالحه ووجوده حتى أخر رمق وبما قد يقلب بغتة ٍ وخلافاً للمجريات والتوقعات كل شي ٍ رأساً على عقب.

    وباختصار فالأمر برمته يعتمد على ناحيتين :

    الأولى : الصياغة السياسية والقانونية التي ستتقدم بها فلسطين للأمم المتحدة للاعتراف بالدولة وبما يضمن إحتواء متنها عدم المس بمكانة منظمة التحرير الفلسطينية والحقوق الوطنية في نص القرار.

    الثانية : الاتجاه الذي ستنطلق القيادة الفلسطينية نحوه في المرحلة الجديدة التي ستعقب قرار الأمم المتحدة ، وهل سيمثل نكوصاً للخلف ونزولاً اختياريا في بئر المفاوضات ؟ أم انطلاقاً حراً ورحباً نحو صراع شامل ومنظم أكثر توازناً وجاهزية وندية ؟!!

    وأمام ما نتطلع له في مستقبل القضية الفلسطينية تقف الولايات المتحدة وقد أعدت مسبقاً اختياراتها وعروضها وحددت تماماً حدود ما تسمح به وما تمنعه تحت غطاء ٍ يشي بحقيقة مواقفها وقراراتها المحجوبة والمموهة بالبيانات والتصريحات .
    فإدارة الرئيس أوباما ستبيع الوهم أو تحاول بيعه من جديد وستظهر أمام الحكومة الإسرائيلية بمظهر من منع بقوة الفيتو صدور توصية لصالح الفلسطينيين في مجلس الأمن تبيح لهم الاعتراف بدولة دائمة العضوية ، في الوقت الذي ستبدو فيه أمام القيادة الفلسطينية في هيئة من تغاضى ومرر قبول عضوية مراقب في الجمعية العمومية وبحيث يتسنى لها إرضاء الطرف الإسرائيلي في منع ظهور دولة فلسطينية كاملة وإرضاء الطرف الفلسطيني في قبول دولة ناقصة ودون أن تتغير السياسة الأمريكية ملم واحد للأمام أو للوراء.

    تبقى في النهاية تمنياتنا بأن تكون محطة سبتمبر موعد فلسطين مع الفجر وأن تستيقظ القيادة الفلسطينية على أنوار الحقيقة وأن الإجراء الأحادي الجانب الفعلي والحقيقي ليس التوجه نحو الأمم المتحدة كما يتهمها زوراً وزيفاً الصهاينة والأمريكان بل العودة مجدداً إلى نهج المفاوضات.
    فالمفاوضات بعد استحقاق سبتمبر وما سيفضي إليه لو تكررت وتم استئنافها باعتبارها الخيار الفلسطيني الوحيد والأوحد دون رديف أو بديل ستمثل إجراءاً أحادي الجانب تلجأ إليه القيادة الفلسطينية بمعزل عن إرادة شعبها وبتجرد ٍ من كل وسائل القوة وغلال الخبرة والتجربة و بأوهام لا تتبدد ولاتنقطع.

    دمتم بخير
    ابن غزة
    ابن غزة
    مراقب ومشرف الملتقى السياسي
    مراقب ومشرف الملتقى السياسي


    ذكر الميزان الفأر
    عدد المساهمات : 70
    تاريخ الميلاد : 15/10/1996
    تاريخ التسجيل : 16/09/2011
    العمر : 27

    ( المبادرة الكبرى ) الهجوم الفلسطيني المضاد  Empty رد: ( المبادرة الكبرى ) الهجوم الفلسطيني المضاد

    مُساهمة من طرف ابن غزة الخميس نوفمبر 10, 2011 3:49 pm

    لماذا ترفض الولايات المتحدة قيام دولة فلسطينية عبر الأمم المتحدة ويؤكد أوباما أنها طريق لا تفضي إلى شيء ؟ هل تراجعت الولايات المتحدة عن حل الدولتين ؟
    الجواب : لا لم تتراجع الولايات المتحدة عن هذا الحل لكنها وقفت عند الشروط والحدود التي وضعتها ( اسرائيل ) للدولة الفلسطينية :

    - عدم العودة إلى حدود الرابع من حزيران 1967م وتثبيت الحدود بين الدولتين كما رسمها الجدار العازل والتجمعات الإستيطانية في الضفة والقدس.

    - تطبيق القرارين 242 و338 بتصرف ، تطبيقاً غير تام ومقايضة هذا التطبيق بتعطيل القرار 194 وإبطاله. أي مقايضة القبول ببعض القرارات الدولية برفض بعضها الأخر. ( الدولة مقابل إلغاء حق العودة ).

    - إعتراف الفلسطينيون بيهودية ( دولة إسرائيل ) .

    - إحتفاظ ( إسرائيل ) بالسيطرة الأمنية على الحدود الشرقية للضفة الغربية.

    - إحتفاظ ( إسرائيل ) بسلطة إدارة وتوزيع المياه الجوفية وخزانات المياه في الضفة الغربية.

    - ضمان عدم ملاحقة ( إسرائيل ) وقادتها جنائياً وقانونياً.

    بإختصار فإن الولايات المتحدة تعمل بكل قوة من أجل إعاقة قبول فلسطين دولة دائمة العضوية في الأمم المتحدة كحق أصيل للشعب الفلسطيني في تقرير مصيره ، وكاستحقاق سياسي وقانوني ليس له ثمن سياسي ، من أجل الحصول على تنازلات فلسطينية وأثمان باهظة في المفاوضات وإعطاء الفسطينيين بعضاً من حقوقهم الأساسية مقابل تنازلهم التاريخي والنهائي عن بعضها الأخر.

    هذا ما تعيه جيداً القيادة الفلسطينية وأجاب عليه الأخ الرئيس أبو مازن بقوة مؤكداً لأوباما أن لاطريق مختصرة لتحقيق الأطماع الصهيونية ولا طرق التفافية تتجاوز القانون الدولي.

    دمتم بخير
    ابن غزة
    ابن غزة
    مراقب ومشرف الملتقى السياسي
    مراقب ومشرف الملتقى السياسي


    ذكر الميزان الفأر
    عدد المساهمات : 70
    تاريخ الميلاد : 15/10/1996
    تاريخ التسجيل : 16/09/2011
    العمر : 27

    ( المبادرة الكبرى ) الهجوم الفلسطيني المضاد  Empty رد: ( المبادرة الكبرى ) الهجوم الفلسطيني المضاد

    مُساهمة من طرف ابن غزة الخميس نوفمبر 10, 2011 3:49 pm

    عالمي: قبول فلسطين في اليونسكو يؤكد نجاح إستراتيجية القيادة الفلسطينية

    التاريخ : 1/11/2011
    --------------------------------------------------------------------------------
    رام الله 1-11-2011 وفا- اعتبر الكاتب العالمي الشهير دانيال ليفي في مقال له في صحيفة 'Foreign Policy' أن قبول فلسطين عضوا في اليونسكو، دليل على تطور الإستراتيجية الفلسطينية في نقل القضية الفلسطينية للمجتمع الدولي، بعد 20 عاما من المفاوضات.

    وأكد الكاتب أن هذا النصر دفعة قوية للجهود الفلسطينية المبذولة في الأمم المتحدة، حيث تسعى القيادة للحصول على 9 أصوات من أصل 15 في مجلس الأمن، والتي ستمكنها على الأقل من الحصول على صفة دولة غير عضو في الهيئة الدولية، وهذا سيؤدي إلى تشجيع الفلسطينيين للانضمام للهيئات الأخرى والتي ستواجه بمعارضة أميركية وتهديد بقطع التمويل أيضا، لكن سيكون أيضا هناك دعم من دول أخرى، خاصة الدولة العربية، التي تعهدت بسد الفجوات المالية.

    وأكد الكاتب أن كل هذه الجهود الفلسطينية ستزيد من عزلة إسرائيل الدبلوماسية، وسيؤدي أيضا إلى تهميش دور الولايات المتحدة على الساحة السياسية الدولية، وأن القيادة الفلسطينية ستسعى أيضا إلى الانضمام لمؤسسات دولية أخرى.

    ــــ
    ابن غزة
    ابن غزة
    مراقب ومشرف الملتقى السياسي
    مراقب ومشرف الملتقى السياسي


    ذكر الميزان الفأر
    عدد المساهمات : 70
    تاريخ الميلاد : 15/10/1996
    تاريخ التسجيل : 16/09/2011
    العمر : 27

    ( المبادرة الكبرى ) الهجوم الفلسطيني المضاد  Empty رد: ( المبادرة الكبرى ) الهجوم الفلسطيني المضاد

    مُساهمة من طرف ابن غزة الخميس نوفمبر 10, 2011 3:50 pm

    جنبلاط: انضمام فلسطين إلى اليونيسكو خطوة أولى نحو الانتصارات

    2011/11/4

    أكد رئيس الحزب التقدمى الاشتراكى اللبنانى وليد جنبلاط أن سياسة الهجوم الدبلوماسى التى تعتمدها السلطة الوطنية الفلسطينية تحت قيادة الرئيس الفلسطينى محمود عباس بدأت تؤتى ثمارها.ووصف جنبلاط - فى برقية بعث بها اليوم الجمعة، إلى الرئيس عباس بمناسبة فوز دولة فلسطين بعضوية منظمة "اليونيسكو"، هذا الفوز بالنصر الدبلوماسى والثقافى الكبير الذى يشكل محطة هامة على طريق إستعادة الحقوق الوطنية الفلسطينية التى صادرها ويصادرها الاحتلال الإسرائيلى منذ عقود طويلة.

    واعتبر أن الانتصار فى "اليونيسكو" خطوة أولى نحو المزيد من الانتصارات المتتالية على كل المستويات للقضية الفلسطينية المحقة ولاستعادة الحقوق المسلوبة من قبل الاحتلال الاسرائيلى.

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 02, 2024 3:00 pm